للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم ننتقل إِلى الكلام على المحذوفة التي لا تُصوَّر بصورة عند الانفراد، فنقول:

[أولًا: في حالة كتابة الهمزة المتطرفة ألفًا عند انفرادها]:

[١ - اتصالها بضمير تتغير معه حركتها الإِعرابية]:

إِذا اتصل الضمير بما تُكتب همزته المتطرفة ألفًا عند الانفراد فلهم في كتابة الهمزة حال الاتصال مذهبان:

أولهما: وهو مَذْهب المتقدمين من الكُتَّاب: اعتبار حركة الهمزة نفسها لِتوسُّطها العارض، فتُرسم واوًا إِن ضُمَّتْ، وياءً إِن كُسِرتْ، نحو "أتانى نَبَؤُهُم" و"مَلَؤُهم" و"سمعت عظيمَ نَبَئهم لَمَّا مررتُ علىَ مَلَئهِم" و"سلَّمُته جِرابًا يملَؤُه" و"أعطيُته كِتابًا يَقْرَؤُه".

وعلى هذا رسم المصحف في: {قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ} [الأنبياء: ٤٢] والحديث في "يا عَائِشُ هَذَا جِبْريلُ يُقْرؤُك السَّلامَ" على رواية (١).

ثانيهما: وهو لغير المتقدمين: يبقيها ألفًا مطلقًا كما كانت حال الانفراد نظرًا لفتح ما قبلها وتطرفها، ففى نحو "مَن كان يَقْرَأهُ فَالله يَكلأُةُ ولا يَظهَر خَطَأُهُ عند مَلأه"، تُكتب الهمزة في الكلمات الأربع بالألف، ويدل على الحركة الإِعرابية بالشكل فيوقع شكل الضمة فوق الألف، والكسرة تحتها.

وإنما اختار أصحاب هذا المذهب كتابتها ألفًا في الأحوال الثلاثة لأن اللفظ إِذا انفرد وأُريد الوقوف عليه تُبدل الهمزة ألفًا، فكذا يكون خَطًّا ولو اتصل الضمير بها، كما يُكتب بها مع اتصال الاسم الظاهر بها -كما أفاده في "الأدب" (٢) - من غير تَفْرِقة بين الاسم والفعل.


(١) الحديث متفق عليه -أخرجه البخاري في الصحيح- كتاب فضائل الصحابة -باب فضل عائشة - رضي الله عنها - "رقم ٣٧٦٨"، ومسلم في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة- باب في فضل عائشة - رضي الله عنها - "رقم٢٤٤٧/ ٩١"، وأخرجه أحمد في المسند "٦/ ٨٨"، والدارمى في السنن "٢/ ٢٧٧".
(٢) أدب الكاتب ص ١٨٥.

<<  <   >  >>