للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أو أخوه (١) -على خلافٍ في ذلك- وحَوَّلها أواخر القرن الثالث كما في (ابن خلِّكان) (٢)، قال: "فهو أول من نقل الكتابة من الخط الكوفى إِلى هذه الطريقة، وأبرزها في هذه الصورة، ونال بذلك فضيلة السَّبْق. ثم جاء بعده علي بن هلال البواب (٣) الكاتب البغدادى، فهذَّب طريقته ونقَّحها، وكساها طلاوة وبهجة" (٤).

قال ابن خلدون: "وهكذا شأن الصناعات تكون في أولها غير حسنة، ثم تتحسن شيئًا فشيئًا".

[الكتابة بمعنى صناعة الإِنشاء]:

وأما الكتابة التي اشتهر بها عبد الحميد آخر كُتَّاب الدولة الأموية (٥) فالمراد بها الكتابة الخاصة باصطلاح الأدباء، وهي صناعة الإِنشاء، لا صناعة الحروف


(١) وأخوه: أبو عبد الله الحسن بن علي بن مقلة. كاتب أديب بارع مولده سنة ٢٧٨ هـ، وتوفى سنة ٣٣٨ هـ. قال ابن خلكان: والصحيح أنه صاحب الخط البديع (وفيات الأعيان جـ٥ ص ١١٣).
(٢) سبق التعريف به ص ٤٣.
(٣) علي بن هلال، أبو الحسن، الكاتب المعروف بابن البواب. قال ياقوت: كان في أول أمره مزوَّقًا يصور الدور، ثم صور (أي زين) الكتب، ثم تعانى الكتابة ففاق فيها المتقدمين وأعجز المتأخرين، وهو الذى هذّب طريقة ابن مقلة وكساها رونقًا وبهجة نسخ القرآن بيده ٦٤ مرة. توفي سنة ٤٢٣ هـ (ترجمته في وفيات الأعيان جـ٣ ص ٣٤٢، معجم الأدباء جـ١٥ ص ١٢٠ - ١٣٤، البداية والنهاية جـ٦ ص ٤٧٢).
(٤) وفيات الأعيان جـ٣ ص ٣٤٢ (ترجمة ابن البواب). وراجع مقدمة ابن خلدون (تاريخ ابن خلدون جـ٢ ص ٧٤٩).
(٥) هو عبد الحميد بن يحيى بن سعد العامرى بالولاء، المعروف بالكاتب، عالم بالأدب، من أئمة الكتَّاب، يضرب به المثل في البلاغة، وعنه أخذ المترسلون أصله من قيسارية، وسكن الشام، واختُص بمروان بن محمَّد آخر خلفاء بني أمية في المشرق. وهو أول من أطال الرسائل واستعمل التحميدات في فصول الكتب- قتل في بوصير (بمصر) مع مروان بن محمَّد سنة ١٣٢ هـ (ترجمته في: الوزراء والكتاب ص ٧٢ - ٨٣، وفيات الأعيان جـ١ ص ٣٠٧، الأعلام جـ٣ ص ٢٨٩).

<<  <   >  >>