للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فغبر (١) الناس بذلك لا يكتبون إِلا منقوطًا، فكان مع استعمال النَّقْط يقع التصحيف، فأَحدثوا الإِعجام، فكانوا يتبعون النقط بالإِعجام، وإذا أُغفل الاستقصاء عن الكلمة ولم تُوفَّ حقوقها اعترى التصحيف، فالتمسوا حيلةً فلم يَقْدروا فيها إِلا على الأخذ من أفواه الرجال بالتَّلْقين انتهى كلام ابن خَلِّكان (٢). فانظر في التوفيق بينه وبين ما سبق عن المُطرِّزِى في حق الدُّؤَلى مما نقله عن ابن خَلِّكان أيضًا (٣).

هذا، ولما قال البيْضاوِى (٤) في قوله تعالى {اهْبِطُوا مِصْرًا} [البقرة: ٦١]: "إِنه غير مُنَوَّن" (٥): قال الشّهاب عليه: "معنى قوله (غير مُنَوَّن) أي غير مكتوب بعد الراء ألف، فلا يُرد أن الشَّكْل حدث بعد العصر الأول" (٦) اهـ.

ورأيت في الصفحة [٢٢] من (خطط المقريزى) أن {مِصْرًا} بالتنوين في خط المصاحف، إِلا ما حُكِىَ عن بعض مصاحف عثمان. ثم قال: "وكذا في مصحف أُبّىّ بن كَعْب غير مُنَوَّنة" (٧) اهـ.


= ابن هرمز، فوضعوا للنحو أبوابًا وأصلوا له أصولًا. وقال ياقوت: كان فقيهًا عالمًا بالعربية من فقهاء التابعين، وله كتاب في العربية وهو أول من نقط المصاحف مات بالبصرة سنة ٨٩ هـ (من مصادر ترجمته: طبقات النحويين واللغويين للزبيدى ص ٢٧ معجم الأدباء لياقوت جـ٧ ص ٢٧، نزهة الألباء في طبقات الأدباء لابن الأنبارى ص ٢٣ - ٢٤).
(١) في نسخة (المطالع النصرية) جاءت هذه الكلمة بالعين المهملة، والصحيح بالغين. وقد سبق تفسير معناها قبل أسطر قليلة.
(٢) وفيات الأعيان جـ٢ ص ٣٢. وراجع ترجمة ابن خلكان ص ٤٣.
(٣) سبقت الإشارة إِلى ذلك ص (٤٠٣). وترجمة المطرزى والدؤلى ص (٨٢) ص (٤٦) على التوالى.
(٤) تقدمت ترجمته ص (٦٢).
(٥) تفسير البيضاوى جـ١ ص ١٥٧.
(٦) حاشية الشهاب على تفسير البيضاوى جـ٢ ص ١٦٨. وهي الحاشية المسماة (عناية القاضى وكفاية الراضى على تفسير البيضاوى -طبع دار صادر، بيروت في ثمانية أجزاء).
(٧) الخطط التوفيقية جـ١ ص ٣٩ - ٤٠ وتقدمت ترجمة المقريزى ص (٤٥).

<<  <   >  >>