للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حين" أو "كُلَّ مَرّة" فتحتاج إِلى الجواب والجزاء العامل فيها النصب، كقوله تعالى: {كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ} [البقرة: ٢٠] وقول الشاعر:

كُلَّما قُلتُ يا فؤَادِي دَعْهُ .. لا يَميلُ الفُؤَادُ إِلا إِليه (١)

[رَيْث - مِثْل - سِيّ]:

وتُوصل بكلمة "رَيْث" بمعنى: مُدّة أو مِقْدار، كأن تقول: "ما وقفتُ عنده إِلا رَيْثَما كَتَب الجواب". ومنه قول الشَّنْفَرَى (٢):

ولكن نَفْسًا حُرّة لا تُقيم بي ... عَلَى الضَّيم إِلا ريثما أتحول (٣)

وكذا توصل المصدرية بمثل كقول بعض العجم للعرب: "أسلمنا مثلما أسلمتم، فأي فخر لكم حتى تجعلونا الموالي؟ يعني العتقاء.

ومن ذلك قوله تعالى في سور الذاريات: {إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ} [الذاريات: ٢٣] وقال الجلال المحلي (٤) "برفع مثل صفة وما مزيدة وبفتح اللام


(١) البيت من البسيط وقائله مجهول انظر الخصائص لابن جني جـ١ ص ٢٣، جـ٢ ص ١٦٥.
(٢) الشنفري: عمرو بن مالك الأزدي من قحطان شاعر جاهلي يماني، من فحول الطبقة الثانية. شديد العدو وهو أحد الخلعاء الذين تبرأت منهم عشائرهم قتله بنوسلامان، وقيست قفزاته ليلة مقتله فكانت الواحدة منها قريبًا من عشرين خطوة وفي الأمثال: أعدى من الشنفري، توفي نحو سنة ٧٠ قبل الهجرة (الأغاني -ط ليدن- جـ ٢١ ص ١٣٤ - ١٤٣ خزانة الأدب جـ٢ ص ١٦ - ١٨، الأعلام جـ٥ ص ٨٥).
(٣) البيت من بحر الطويل، وقائله الشنفري عمرو بن مالك من قصيدته المعروفة بلامية العرب انظر كتاب (الشنفري شاعر الصحراء الأبي) طبع مؤسسة علوم القرآن -دمشق -بيروت ١٤٠٣ هـ / ١٩٨٣ م.
(٤) محمَّد بن أحمد بن محمَّد بن إِبراهيم المحلي الشافعي أصولي مفسر مولده سنة ٧٩١ هـ كان يقول عن نفسه: إِن ذهني لا يقبل الخطأ. ولم يكن يقدر على الحفظ. وكان مهيبًا صداعًا بالحق يواجه بذلك الظلمة والحكام، ويأتون إِليه فلا يأذن لهم وعرض عليه القضاء الأكبر فامتنع وصنف كتابًا في التفسير أتمه الجلال السيوطي (راجع ترجمته ص ٣١) سمي "تفسير الجلالين" وله "شرح تسهيل الفوائد" في النحو لابن مالك. و"كنز الراغبين" في شرح المنهاج في فقه الشافعية وله غير ذلك. وكانت وفاته سنة ٨٦٤ هـ (راجع شذرات الذهب جـ٧ ص ٣٠٣، الضوء اللامع جـ٧ ص ٣٩ - ٤١، الأعلام جـ٥ ص ٣٣٣).

<<  <   >  >>