للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"مائة" (١) وإنما كتبت مرة "واوًا" ومرة "ياءً" وحذفت مرة بحيث لا يكون لها صورة أصلًا ولا بدلًا بناءٌ على مذهب التخفيف والتسهيل البخاري على لغة أهل الحجاز التي هى فصحى اللغات، وعليها جرى رسم المصحف، فلهذا كان الكَتْب عليها أولى من الكتب على التحقيق لوجهين كما تقدم عن شيخ الإِسلام (٢):

أولهما: ما ذكر من التسهيل والتخفيف، فإِن الهمز في حشو الكلام مستثقل ولذا لا يوجد في غير لغة العرب أصلًا في غير ابتداء كما قاله في (المزهر). ولكون الهمزة في الابتداء لا تسهل كتبت في أول الكلمة بصورتها التي وضعت لها، وهي صورة الألف بأى حركة كانت، على ما يأتى.

وثانيهما: "أن التسهيل خط المصحف، فكان البناء عليه مع أن القياس قد يقتضيه قال أبو حيان (٣): "بل إِننا نوافق المصحف في بعض كلمات كرسم "الصَّلوة" و"الزَّكوة"و"الحيوة" بالواو مع مخالفته للقياس" كذا نقله في (الهَمْع) (٤).

قال أبو البقاء (٥) أول (الكليات) بعد أن ذكر جملة عن (الإِتقان): مِمَّا خالف فيه القياس: رسم المصحف والحق أن مثل ذلك يكتب في المصحف بالواو اقتداءً بنقله عن عثمان - رضي الله عنه - وفي غيره بالألف وقد اتفقت في خط المصحف أشياء خارجة عن القياسات التي بني عليها الهجاء، ولذا قال ابن دُرُسْتَوَيْه (٦): خطان لا يقاسان. . . . إِلخ" (٧).


(١) انظر عن ذلك ص ٣٠١ - ٣٣٠.
(٢) تقدم ذلك ص ٨٤.
(٣) سبق التعريف به ص ١٣٠.
(٤) هَمْع الهوامع جـ٦ ص ٣١١.
(٥) سبق التعريف به ص ٤٧.
(٦) سبقت ترجمته ص ١٣٢.
(٧) الكليات جـ١ ص ١٣ وراجع ص ٨٤.

<<  <   >  >>