للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بخلاف ما إِذا حُذفت النون للجازم (نحو: "لم تقرئى" أو كان فعل أمر (نحو: "أَطْفِى" و"اتَّكِى") فإِن الهمزة المصوَّرة ياءً إِذا خيف اللَّبْسُ لا تُحذف (١)، والأكثر حَذْفُها بمقتضى الكلية المتقدمة (٢) كما في قوله:

* أَبْطِئى أَوْ أَسْرِعى (٣) *

فرارًا من اجتماع صورتين، بل ثلاثة، كما في قول كُثيِّر عزَّة (٤):

*أَسئِى بِنَا أَوْ أَحْسنِى لا مَلُومَة*

وقول الآخر:

فقلتُ لها: فِئى إِليْكِ فإنَّنى ... حَرامٌ وإِنِّى بَعْدَ ذَاكِ لبيبُ (٥)

وكذا إِذا أُضيف نحو: "شَىء" أو "مجِىء" إِلى ياء المتكلم، كأن تقول "نَفَعَنى مَجِيّى إِليْك"، فيُحذف الهمزة، لاجتماع الأمثال الموجِب لحذف أحدها كما إِذا اتصلت به ياءُ النَّسب لذلك لا لقاعدة (كل همزة بعدها حرف مَدٍ ..) (٦)؛ لأن ياء النسب مُشَدَّدة ليست حرفَ مَدٍ، وياء المتكلم


(١) فيقال: (أطفئى) و (اتكئى).
(٢) راجع ص ٢٠٢، ٢٠٣ وسيأتى الحديث عن هذه المسئلة قريبًا ص ٢١٢ وما بعدها.
(٣) من الرمل المجزوء. ولم أصل لموضعه من كتب الأدب.
(٤) هو كُثيِّر بن عبد الرحمن بن الأسود بن عامر، أبو صخر الخزاعى الحجازى المعروف بابن أبى جمعة. وعزة هذه المشهور بها المنسوب إِليها -لتغزله فيها- هى أم عمرو ابنة جميل بن حفص، وصُغّر اسمه فقيل (كثير) لأنه كان دميم الخَلْق قصيرًا، وإذا مشى يُظن أنه صغير من قصره. وكان يقال له: إِنه أشعر الإِسلاميين، على أنه كان فيه تشيع وربما نسبه بعضهم إِلى مذهب التناسخية. له ديوان شعر وتوفى بالمدينة سنة ١٠٥ هـ. وأرخ ابن كثير وفاته سنة ١٠٧ هـ (البداية والنهاية جـ٥ ص ٣٣٠ - ٣٣٧).
(٥) البيت من الطويل. وقائله المخيل السعدى أو للمضرِّب بن كعب انظر الأمالى لأبي على القالى جـ٢ ص ١٧١، أمالى ابن الشجرى جـ١ ص ١٦٤، لسان العرب (لبب)، خزانة الأدب جـ١ ص ٢٧٠.
(٦) تقدم ذكر هذه القاعدة ص (١٩٨).

<<  <   >  >>