للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

و"بآءُوا" بمقتضى الكلية السابقة. قالوا: والمرسومة هى واو الضمير، فلا ينبغى وضع قِطْعة الشَّكْل عليها الموهِم أنها هى الهمزة، وأن واو الضمير الفاعل محذوفة.

وإذا أُضيف نحو "وَرَآء" و"رِدآء" و"رِوآء" (١) "مما قبل همزته المتطرفة ألف" إِلى ضمير: كُتبت بحرف من جنس حركتها الإِعرابية فتُرسم في الجرياء، مثل {مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ} [إِبراهيم: ١٦].

وفي الرفع واوًا، مثل "أعجبنى رِوَاؤُه".

ولا تُكتب في النصب ألفًا، كَراهةَ اجتماع المِثليْن كما إِذا نَوَّنتَه منصوبًا، فلا تُكتب ألف التنوين نظرًا لوقف حمزة (٢) على نحو "عَطَا" و"جَزَا" المنصوبَيْن، فإِنه يقف على الألف بغير همز ولا تنوين.

وكان بعضهم يكتبها ولا ينظر للقراءة المذكورة، ثم هُجِرت كتابتها الآن كما سيأتى إِن شاء الله في فصل ألف التنوين من باب الزيادات (٣).

هذا، وقولنا أولًا: "إِلى ضمير"، أي مُطلقًا, ولو ضمير المتكلم الذى هو الياء، كما سبق قريبًا عن شيخ الإِسلام بحسب الأكثر (٤).


(١) راجع معناها ص ١٩٢.
(٢) هو حمزة بن حبيب بن عمارة بن إِسماعيل التيمي، الزيات، أحد القراء السبعة كان من موالى التيم فنسب إِليهم، وكان يجلب الزيت من الكوفة إِلى حلوان "في آخر سواد العراق مما يلي بلاد الجبل" ويجلب الجبن والجوز إلى الكوفة، ومات بحلوان سنة ١٥٦ هـ، وقد انعقد الإِجماع على تلقى قراءته بالقبول، قال سفيان الثورى: ما قرأ حمزة حرفًا من كتاب الله إلا بأثر "تهذيب التهذيب جـ٣ ص ٢٧، وفيات الأعيان جـ٢ ص ٢١٦، الأعلام جـ٢ ص ٢٧٧".
(٣) سيأتى الحديث عن ذلك ص (٢٧٥).
(٤) انظر المنقول عن شرح الشافية ص (٨٤).

<<  <   >  >>