للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإذا أُضيف ما قبل آخره واو إِلى ضمير -ولو ياء المتكلم- ترسم فيه الهمزة ياء في الجر، نحو "وُضُوئِه" و"وُضُوئِى"، ولم يرسموها واوًا في الرفع ولا ألفًا في النصب.

قلتُ: وكان الأنسب رسمها ألفًا في النصب، وأما حذفها في الرفع فله وجه ظاهر.

وإذا أُضيف ما قبل همزته ياء نحو "شىءٌ" و"فَىءٌ" و"قَىءٌ" إِلى الضمير مطلقًا فلا تُصوَّر الهمزة بصورة حرفٍ أصلًا، بل تستمر محذوفة كما كانت قبل الإِضافة، نظرًا لجواز الإِدغام بعد القَلْب من جنس ما قبلها وإن لم يحصل ذلك بالفعل، كما في حديث الصحيحين: "العَائِدُ في هِبَتِه كالكَلْبِ يَقِىءُ ثُمَّ يَعُودُ في قَيْئِهِ" (١)، وتقول: "هذا فَيْئُك" و"شَيْئُكَ" و"فَيْئهُ" و"شَيْئُهُ" رفعًا، وكذا نصبًا وجرًا، و"فَىِّ" و"شَىِّ"، فتحُذف الهمزة ولا تُصوَّر بواو رفعًا, ولا بياء جرًا، نظرًا لقلبها ياء، وإدغام ما قبلها فيها, ولذلك قال القسطلانى (٢) في حديث: "وَلْيَتَجَاوزْ عَن مُسِيئِهِمْ" (٣): "بتحقيق الهمزة ويجوز إِبداله ياء مشددة" اهـ (٤).


(١) الحديث أخرجه البخاري في الصحيح، كتاب الهبة -باب لا يحل لأحد أن يرجع في هبته وصدقته "رقم ٢٦٢١، ٢٦٢٢"، ومسلم في صحيحه -كتاب الهبات- باب تحريم الرجوع في الصدقة والهبة "رقم ١٦٢٢/ ٨" من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.
(٢) سبق التعريف بالقسطلانى ص ٥٥.
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب الجمعة- باب من قال في الخطبة بعد الثناء: أما بعد "رقم ٩٢٧" وكتاب المناقب -باب علامات النبوة في الإِسلام "رقم ٣٦٢٨"، وكتاب مناقب الأنصار -باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "اقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم" "رقم ٣٨٠٠" من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما بلفظ "ويتجاوز عن مسيئهم" وأخرجه الإِمام أحمد في مسنده "٥/ ٣٠٧" من حديث أبى قتادة رضي الله عنه.
(٤) إِرشاد السارى لشرح صحيح البخاري جـ٢ ص١٨٥، وعبارته قوله "مسيئهم" بالهمز، وقد تبدل ياء مشددة. اهـ. قلت: فيقال: مسيِّهِم.

<<  <   >  >>