للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذه المبدلة من التضعيف تُكتب ياءً لا غير.

وتارة ما يكون بدلًا عن ياء المتكلم كالتى في "يا أَسَفَا" و"يا حَسْرَتَا" و"يَا وَيْلَتَا" و"يا أَبَتَا" ونحو ذلك. وهذه تكتب ألفًا، ويصح كتبها ياءً تبعًا لرسم المصحف (١).

وتارة تكون بدلًا عن إحدى النونات الثلاث السواكن، وهي نون التوكيد الخفيفة ونون "إِذَنْ" والتنوين وهذه سيأتى لها فصل مستقل (٢).

وتارة تكون زائدة.

إِما لمعنىً (كالتى للتأنيث في نحو "سَلْمى" كـ "سَكْرَى") أو للإِلحاق في نحو "كِيصَى" (٣).

أو للتكثير في نحو "قَبَعْثرى" (٤) و"الشَّنْفَرَى" (٥) (وهذه تكتب ياءً).

وإما أن تكون زيادتها للإِشباع وبيان الحركة في المبنيات أو غيرها، نحو "بَيْنَا" و"أَنَا" على المذهب البصري الناظر لأفصح لغاتها دون الكوفى.

ومن هذه ألف الإِطلاق، أي إِرسال الصوت بإِشباع الحركة، كقول الرَحْبِى (٦):


(١) سيأتى عن ذلك مزيد بيان ص ٢٨٢.
(٢) راجع ص (٢٧٦) من الفصل التالى.
(٣) قال ابن منظور في (لسان العرب - كيص): "كاصَ عن الأمر يَكيصُ كَيْصًا وكَيَصانًا وكُيُوصًا: كَعَّ، وكاص عنده من الطعام ما شاء: أكل. وكاصَ طعامه كَيْصًا: أكله وحده قال ابن الأعرابى: الكَيْص: البخل التام. ورجل كِيصى وكيصٌ: متفرد. بطعامه لا يؤاكل أحدًا .. قال ابن سِيده: يحتمل أن تكون ألف كِيَصا للإِلحاق، ويحتمل أن تكون التي هى عِوضٌ عن التنوين في النصب. قال أبو على: يجوز أن يكون قوله: رأتْ رجلًا كيصا الألف فيه ألف النصب لا ألف الإِلحاق).
(٤) القبعثرى: الجمل العظيم وقيل: الفصيل المهزول. وقيل غير ذلك قال بعض النحويين: ألف قبعثرى قسم ثالث من الألفات الزوائد في آخر الكلم، لا للتأنيث ولا للإلحاق (لسان العرب - قبعثر).
(٥) الشنفرى: لقب شاعر مشهور، واسمه عمرو بن مالك الأزدى.
(٦) هو محمَّد بن علي بن محمَّد بن الحسن الرحْبى، أبو عبد الله المعروف بابن المتْقِنة. عالم بالفرائض شافعى، من أهل رحبة مالك بن طوق. مولده سنة ٤٩٧هـ، وتوفى سنة ٥٧٧ هـ =

<<  <   >  >>