للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لكن لا تكتب ياءً على المشهور كما قاله في (شرح مسلم) (١) وكذا القَسْطلانى على البخاري (٢)، لأنها وردت في عدة أحاديث من (الصحيحين)، كقوله صلوات الله عليه للأنصار: "إِمَّا لا فاصْبرُوا حتى تَلْقَوْنِى" (٣)، وقوله لهم رضوان الله عليهم: "فإِمَّا لا فلا تَتَبَايَعُوا حَتى يَبْدُوَ صَلَاحُ الثَّمَرِ" (٤). وكقول ابن عباس: "إِمَّا لا فَسَلْ فُلانَة الأَنصارِيَّة" في حديث ذكره مسلم في باب "وجوب طواف الوداع وسقوطه على الحائض" (٥).

وإنما قالوا على المشهور ردًا على الصَّغَانى (٦)، فإِنه كتبها في


(١) شرح صحيح مسلم للنووى جـ٩ ص ٧٩. قال النووى: "قوله (إِما لا) بكسر الهمزة وفتح اللام وبالإِمالة الخفيفة. هذا هو الصواب المشهور. وقال القاضى: ضبط الطبرى والأصيلى (أَما لي) بكسر اللام، والمعروف في كلام العرب فتحها إِلا أن تكون على لغة من يميل" اهـ. وتَقَدَّم التعريف بالإمام مسلم والنووى ص (٥٤).
(٢) إِرشاد السارى جـ٦ ص ١٥٤.
(٣) أخرجه البخاري -كتاب مناقب الأنصار- باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - للأنصار: "اصبروا حتى تلقونى على الحوض" (رقم ٣٧٩٤). والحديث متفق عليه بلفظ (فاصبروا) وليس فيه (إما لا) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب مناقب الأنصار (رقم ٣٧٩٢، ٣٧٩٣). وفي كتاب المغازى -باب غزوة الطائف (رقم ٤٣٣٠). وكتاب فرض الخمس- باب ما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعطى المؤلفة قلوبهم وغيرهم من الخمس (رقم ٣١٤٧)، ومواضع أخرى. ورواه مسلم في صحيحه -كتاب الزكاة- باب إِعطاء المؤلفة قلوبهم على الإِسلام (١٠٥٩/ ١٣٢). والنسائي في المجتبى -كتاب أدب القضاة (٨/ ٢٣٥). وأحمد في المسند (٣/ ٥٧، ١٦٦، ٢٢٤، ٣٤٥) (٤/ ٤٢، ٢٩٢).
(٤) الحديث أخرجه البخاري في صحيحه كتاب البيوع -باب بيع الثمار قبل أن يبدو صلاحها "رقم ٢١٩٣" معلقًا من حديث زيد بن ثابت بلفظه ووصله أبو داود في السنن -كتاب البيوع- باب بيع الثمار قبل أن يبدو صلاحها "رقم ٣٣٧٢" والخطيب البغدادى في تاريخ بغداد "٤/ ١٩٨" كلاهما بلفظه من حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه.
(٥) صحيح مسلم -كتاب الحج- باب وجوب طواف الوداع وسقوطه عن الحائض "رقم ١٣٢٨/ ٣٨١" من قول ابن عباس.
(٦) هو الحسن بن محمَّد بن الحسن بن حيدر العدوى العمرى الصاغانى "ويقال: الصغانى" الحنفى، رضي الدين، أعلم أهل عصره في اللغة، وكان فقيهًا محدثًا, ولد في لاهور بالهند سنة ٥٧٧ هـ، ونشأ بغزنة "من بلاد السند" ودخل بغداد، ورحل إِلى اليمن، =

<<  <   >  >>