للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أو انقلابها ياء في المرَّة من الفعل، نحو "الرَّمية" (من: رَمَى)، بخلاف "غَفَا" (أي: نام) فإِن المرة منه "غَفْوَة".

أو انقلابها ياءً في اسم المفعول منه، كـ "المقْضِىّ" (من: قَضَى)، بخلاف "المعْفُوّ عَنْه" (من: عَفَا).

أو انقلابها ياء عند اتصال الضمير المرفوع المتحرك، سواء كان للمتكلم أو للمخاطَب أو للغائبين، أو نون الإِناث، نحو "رَمَيْت" و"رَمَيْنا" و"رَمَيْتُنَّ" و"رَمَيْنَ" و"يَخْشَيْنَ" و"يَرْضَيْن"، بخلاف نحو: "عَفَا" و"سَهَا" و"بَدَا"، فإِنك تقول: "عَفَوْتُ" و"عَفَوْنَا" و"سَهَونا" و"النسوة بَدَوْنَ" (أي: بَرَزْنَ وظَهَرْن).

وثانيهما: مضارعه المبنى للمعلوم، فإِن الفعل اليائى تُكسر عينُ مضارعة غالبًا، والواوى تُضمُّ عينه غالبًا، فالأول نحو: "عَصَى يَعْصِى" والثانى نحو: "سَهَا يَسْهُو" (كـ "يَزْكُو").

وإنما قلنا "غالبًا" لأن بعضها (مثل "سَعَى يَسْعَى") و"مَحَاهُ يَمْحَاه" على بعض اللغات لا يُعرف أصله من ذلك، بل يُرجع إِلى المصدر، وقد لا يُعرف من المصدر، فيُستدل بغيره من الخمسة الآتية (١).

وإنما قيدنا المضارع بالمبنى للمعلوم لأن المبنى للمجهول يُكتب بالياء ولو كان واويًا، نظرًا لكون الواو قلبت ياءً في ماضيه لوقوعها بعد كسرة، مثل: "عَفَى" و"غَزَى" و"رَجَى" و"بَلَى" من "بَلَوْته": اختبرتُه، قال تعالى {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} [هود: ٧] {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً} [الأنبياء: ٣٥]: وقال الشاعر:

* بُلِيتُ وَمِثْلِى في مَحَبَّتِكُمْ يَبْلَى* (٢)


(١) سيأتى الكلام عنها بعد سطور قليلة.
(٢) شطر بيت من الطويل، ولم أصل إِليه.

<<  <   >  >>