للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَإنّى لتَعْرُونِي لِذِكْراكَ هزَّةٌ ... كما انتَفَضَ العُصْفُورُ بَلَّله القَطْرُ (١)

وذلك لأن الفعل الناقص الواوى تُضم عين مضارعه كما مَرَّ.

هذا، وقد ضبط الشاطبى (٢) أصل الأسماء والأفعال بقوله:

وَتَثْنِيةُ الأَسْماءِ تَكْشِفُهَا وَإن ... رَدَدْتَ إِلَيْكَ الفِعْلَ صَادَفْتَ مَنْهَلا (٣)

واقتصر الحريرى (٤) على ضابط الأصل في الفعل بقوله:

فَإِن تَرَهُ بالياءِ يَوْمًا فكَتْبُهُ ... بياءٍ وإلَّا فَهْوَ يُكْتَبُ بالأَلفْ (٥)

والمقتضى الثاني لكتبها بصورة الألف: أن يجهل أصلها كما في (خَسَا) و "زكَا" و"دَدَا" كما مَرَّ (٦).

أو تكون في اسم أَعْجمى، سواء كان ثلاثيًا أو أكثر، مثل "بُغَا" و"كَتْبُغا" و"يَهُودا" و"زَلِيخَا" وغيرها من الأسماء العجمية. بل قال شيخ الإِسلام في الإِبدال من (الشافية) (٧) "إِن الألف أصلية غير مُبدلة من شىء في الحروف والأسماء المبنية والأسماء الأعجمية، لأنها غير مشتقة ولا متصرفة، فلا يُعرف لها أصل غير هذا الظاهر، فلا يُعدل عنه من غير دليل، فلا يُقال ألفها زائدة،


(١) البيت من بحر الطويل، وقائله أبو صخر الهذلى. انظر الأمالى لأبي على القالى جـ١ ص ١٤٩، الأغانى لأبي الفرج الأصبهانى جـ٢١ ص ٩٧، شرح المفصل لابن يعيش جـ٢ ص ٦٧، خزانة الأدب جـ١ ص ٥٥٢، شرح الأشمونى جـ٢ ص ١٢٤، ٢١٥.
(٢) تقدمت ترجمته ص ٨٦.
(٣) الشاطبية (حرز الأمانى ووجه التهانى في القراءات السبع) ص ٤٧ - باب الفتح والإمالة (مطبعة محمَّد على صبيح، الأزهر، القاهرة).
(٤) تقدمت ترجمة الحريرى ص ٣٢.
(٥) البيت من بحر الطويل. وليس في درة الغواص للحريرى، ولعله في كتاب آخر له.
(٦) راجع عن ذلك ص (٢٥٥).
(٧) راجع المكتوب عن شرح الشافية حاشية رقم (١) ص (٨٤).

<<  <   >  >>