للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"رَجَوَان". بخلاف "الرَّحَى"، فإِن تثنيته "رَحَيَان"، والجمع فيهما على "أَفْعَال".

ولهذا قال ابن دُرَيْد (١) في "شرح مقصورته": "العِدَى" و"الضُّحَى" يُكتبان بالياء على مذهب أهل الكوفة، وبالألف على مذهب أهل البصرة (٢).

قلت: ومن ذلك "الدُّجَى"، فإِنه واوى، لأن فعل "دَجَا، يَدْجُو"، ويكتب بالياء على المذهب الكوفى، ثم رأيت البَطلْيَوسى (٣) قال في "الاقتضاب" ما نصه: "الدُّجى" -وهي الظُّلَم- واحدتها "دُجْيَة"، وهذا مما خالف فيه التصريف القياس، لأن الفعل "دَجَا، يَدْجُو" فكان القياس"دُجْوَة"، ولهذا يجوز في "الدُّجَى" أن يكتب بالياء، حملًا على واحدتها، وأن تكتب بالألف حملًا على فعلها" (٤).

وتترجح إِحداهما على الأُخرى عند المشاكلة، كقول "السُّلَّم":

ما قَطعَتْ شَمْسُ النَّهَار أَبْرُجا ... وطَلَعَ البدْرُ المنيرُ في الدُّجَا (٥)

المسوغ الثاني: لكتابة الألف ياءً: المشاكلة (٦) في الخط، فقد قال في


(١) محمَّد بن الحسن بن دريد الأزدى، من أزد عمان، من قحطان، أبو بكر، من أئمة اللغة والأدب، كانوا يقولون: ابن دريد أشعر العلماء وأعلم الشعراء، وهو صاحب المقصورة الدُّرَيْديَّة، ولد في البصرة، سنة ٢٢٣ هـ، وانتقل إِلى عمان فأقام فيها اثنى عشر عامًا، وعاد إِلى البصرة، ثم رحل نواحى فارس، وتوفى ببغداد سنة ٣٢١ هـ، ومن كتبه: "الاشتقاق" و"المقصور والممدود" و"الجمهرة" في اللغة "من مصادر ترجمته: تاريخ بغداد جـ٢ ص ١٩٥، ومعجم الأدباء جـ٦ ص ٤٨٣، وفيات الأعيان جـ٤ ص ٣٢٣، وانظر الأعلام جـ٦ ص ٨٠".
(٢) لم أجد هذا النقل في الشرح المنسوب لابن دريد. وعند كلمة (العِدَى) قال (ص ١٤): "والعدى (مكسور مقصور): الغرباء، ويكتب بالياء". وقال (ص ٢٦): "النَّقا: مقصور يكتب بالألف على قول من قال في تثنيته (نقوان)، ويُكتب بالياء على قول من قال (نقيان) ".
(٣) تقدمت ترجمته ص ٥٣.
(٤) لم أجد هذا الاقتباس في النسخة المطبوعة من كتاب "الاقتضاب" بعد بحث طويل.
(٥) متن السلم للأخضرى ص ١٠٠ "مطبوع على هامش حاشية الشيخ إبراهيم الباجورى على متن السلم -المطبعة الحميدية المصرية ١٣١٦ هـ".
(٦) راجع تعريف المشاكلة ص ٢٤٩، حاشية رقم (١).

<<  <   >  >>