للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

السادس آخر فصول هذا الباب (١).

وإن كان آخره همزة مرسومة ألفًا (مثل: "نَبَأ" و"مَلأ") أو همزة قبلها ألف (نحو "سَمَاء" و"أَسْمَاء") فلا تُزاد ألف بعدها، وكانوا أَوَّلًا يزيدونها.

وقد رأيت نسخة من (أدب الكاتب) منسوخة سنة ٥١٥ مرسومة فيها ألف التنوين بعد الهمزة وبعد الهمزات الساقطة التي قبلها ألف، ولكن المتأخرون تركوها استثقالًا لجمع ألفين ليست ثانيتهما ضميرًا.

قال في (الأدب): "وكان القياس في نحو "كِسَاء" و"جَزَاء" مما لا صورة لهمزته خَطًّا أن يُكتب بألفين في حالة النصب، نظرًا للوقف عليه، لأن فيه ثلاث ألفات: الأولى، والهمزة، والثالثة، وهي التي تُبدل من التنوين في الوقف فتُحذف واحدة، ويبقى اثنتان، لكن الكُتَّاب رسموه بواحدة، وتركوا القياس بناءً على مذهب حَمْزة (٢) في الوقف" اهـ (٣).

أي: فإِنه يقف على مثل "جَزآء" بالقصر من غير هَمْز.

وإنما قلنا فيما سبق (همزة مرسومة ألفًا) للاحتراز عن:

الهمزة المرسومة واوًا في نحو "لُؤلُؤٌ" و"هُزُؤٌ".

أو المكتوبة ياءً في نحو "مُسْتَهْزِئٌ" و"خَاسِئٌ" وسَيّئٌ" و"طَارِئٌ".

أو التي لا صورة لها وليس قبلها ألف في الصحيح -مثل "وَطْءٌ" و"جُزْءٌ" و"رِدْءٌ"- أو المعتل نحو "شَئٌ" و"فَئٌ" و"ضَوْءٌ" و"نَوْءٌ" و"سَوْءٌ" و"وُضوء".

فإِن هذا الهمزات تُزاد بعدها ألف التنوين، نحو "اشتريتُ لُؤْلُؤًا" و"رأيتُ مُسْتَهْزِئًا، رجع خَاسِئًا، لكَوْنِه فَعلَ سَيِّئًا" و"اتخذتُ فلانًا رِدْءًا، فغَنِمْتُ فَيْئًا،


(١) سيأتى الحديث عن ذلك ص ٢٩٢ وما بعدها.
(٢) تقدمت ترجمته ص (٢١٢). وهو حمزة القارئ.
(٣) أدب الكاتب ص ١٦٨.

<<  <   >  >>