للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومثل "عِنَّ": "إِنَّ" (أمرًا من "وَأَى": بمعنى وَعَدَ) كما في اللغز المشهور المذكور في "موقد الأذْهان" (١) و"حواشى الأزهرية" وغيرهما، وهو:

إنَّ هندُ المليحةُ الحسناءَ ... وَأىَ مَنْ أَضْمرتْ لخِلٍ وفَاءَ (٢)

وأما الفعل الناقص "وهو المحذوف اللام فقط، واوًا كانت أو ياءً" نحو "اْغُز" و"ارْمِ" و"لا تَغْزُ" و"لا تَرْمِ" -فيجوز تركُها, لأن الكلمة تَقَوَّتْ بكونها على أكثر من حرف، ولكن الأكثر إِلحاقها به، وهو المختار، لأن الكلمة لحقها الإِعلال بحذف آخرها، فكرهوا أن يجمعوا عليها حذف لامها وحذف الحركة.

قال في "الهَمْع": "ما لم يكن الفعل متعديًا، وإلا كان المختار عدم الإِلحاق لئلا تلتبس هاء السكت بهاء الضمير" اهـ (٣).

وعليه، فيكون من القليل قوله عليه الصلاة والسلام: "اخْبِرْ تَقْلِهْ" (٤)، وقوله: "ثُمَّ أْيَنَما أَدْركَتْكَ الصَّلَاةُ بَعْدُ فَصَلِّهْ" كما في رواية للبخارى (٥)، في


(١) لا يوجد في موقد الأذهان وموقظ الوسنان لابن هشام المنشور في مجلة عالم الكتب -ع ٣ مج ١٤، ذو القعدة - ذو الحجة ١٤١٣ هـ / مايو - يونيو ١٩٩٣ م.
(٢) البيت من بحر الخفيف كما في مغني اللبيب ص ١٩، ٣٩، أمالى ابن الشجرى ط١ ص ٣٠٦ وحاشية الصبان على شرح الأشمونى جـ٤ ص٢١٥، قال الصبان: "فأصل "إِن": إِين، حذفت ياء الفاعل لالتقائها ساكنة مع نون التوكيد و"هند" منادى، و"المليحة" نعت له على "اللفظ و"الحسناء" نعت له على المحل، و"وأى" مصدر مبين للنوع، أي عدن يا هند وعد امرأة أضمرت وفاء لخلها" اهـ.
(٣) همع الهوامع جـ٦ صـ٢١٩، وانظر أيضًا جـ٦ ص ٢١٧.
(٤) ضعيف، أخرجه أبو نعيم الأصفهانى في حلية الأولياء (٥/ ١٥٤)، وعزاه الهيثمي في مجمع الزوائد (٨/ ٩٠) للطبرانى وقال: فيه أبو بكر بن أبي مريم، وهو ضعيف، وهو في الحلية من طريقه، وذكره الذهبي في ميزان الاعتدال (٤/ ٤٩٧) من طريق أبى بكر هذا، وقال: وهو ضعيف عندهم.
(٥) صحيح -متفق عليه، أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب الأنبياء- باب حدثنا موسى ابن إِسماعيل "رقم ٣٣٦٦" ومسلم في صحيحه -كتاب المساجد ومواضع الصلاة "رقم ٥٢٠/ ١" من حديث أبى ذر رضي الله عنه.

<<  <   >  >>