للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كاف المؤنث، قصدوا بها الفرق بين كاف المذكر وكاف الأنثى (١)، وقد ذكر هو (٢) والثعالبى (٣) جملة من الأمور الرديئة في لغات العرب التي لم تستعملها قريش (٤)، فلذا عَدَّها في "المزهر" من مذموم اللغات، وعقد لها فيه ترجمة مستقلة (٥) لسنا بصدد التعرض لذكرها، وإنما المناسبة استطردت بنا إِلى الإِشارة إِليها، والله الهادي للصواب.


(١) درة الغواص في أوهام الخواص -ص ٢٥١ - قال مؤلفه: "وأما كسكسة بكر فإِنهم يزيدون على كاف المؤنث في الوقف سينًا ليبينوا حركة الكاف، فيقولون "مررت بِكِسْ".
(٢) أي الحريرى في درة الغواص ص ٢٤٩ - ٢٥١.
(٣) في فقه اللغة وسر العربية ص ١٢٦ - ١٢٧.
(٤) عقد الثعالبي في فقه اللغة "الموضع السابق" فصلًا عن حكاية العوارض التي تعرض لألسنة العرب فقال: "الكشكشة: تعرض في لغة تميم، كقولهم في خطاب المؤنث "ما الذي جاء بش" يريدون "بك" وقرأ بعضهم "قد جعل ربش تحتش سريا". لقوله تعالى {قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا} والكسكسة: تعرض في لغة بكر، وهي إِلحاقهم لكاف المؤنث سِينًا عند الوقف، كقولهم "أكرمتكس" يريد ون "أكرمتك" و"بك"، والعنعنة: تعرض في لغة تميم، وهي إِبدالهم العين من الهمزة، كقولهم "ظننت عنك ذاهب" أي: أنك ذاهب. وكما قال ذو الرمة:
أَعَنْ تَوسَّمْتَ من خَرْقاءَ مَنْزِلةً ... ماءُ الصبابة من عيْنَيْك مَسْجُومُ
واللخْلَخانية: تعرض في لغة أعراب الشَّحْر "ساحل البحرين: عمان وعدن" وعمان، كقولهم: "مشا الله كان" يريدون: ماشاء الله كان، والطُّمْطُمانية: تعرض في لغة حمير، كقولهم: "طاب أمْهواءُ"، يريدون: طاب الهواء".
(٥) المزهر جـ١ ص ٢٢١ - ٢٢٦ "النوع الحادى عشر: معرفة الردىء المذموم من اللغات".

<<  <   >  >>