للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نَوَوْا".

وأصل المفرد "نَوَى"، فلما اتصل ضمير الجمع بالفعل حُذفت الألف التي كانت تُقلب ياءً عند الإِسناد لضمير المتكلم، وبقيت الفتحة على الواو لتدل على الألف المحذوفة لالتقائها ساكنة مع واو الضمير الساكنة أَصالةً، وِإنْ تَحركت لعارضٍ في نحو "نَوَوُا السَّفَر".

كما تُحرك من "آتَوُا الزَّكاةَ". ولا تَتَوهَّم من تحرُّك الواو العارض في "آتَوُا الزكاةَ" أو واو أُخرى بعد واو الضمير كما غَلَط فيه بعض الناس.

وأما إِذا كان يُخاف اللَّبْس بحذف إِحدى الواويْن المتلاصقتين فلا تُحذف واحدة منهما نحو "قَؤُول" و"صَؤُول" (١)، فإِنه لو حُذفت واحدة التبس بقول "وُصُول". ولو كان على الواو قطعة الهمزة فإِنه يقال: "صَؤُل البعير" (٢) كما سبق في الهمزة.

أقول: وقد يجتمع ثلاث واوات فتُحذف واحدة كما في حديث توجهه عليه السلام إِلى الطائف رَجَاءَ أَن يُؤْوُه (٣)، فالأُولى هى المصوَّرة بدل الهمزة، والثانية هى واو الكلمة، والثالثة واو الضمير، فالمحذوفة هى المتوسطة، واللهُ الموفِّق.


(١) الصَّؤول من الرجال الذي يضرب الناس ويتطاول عليهم (لسان العرب - صول).
(٢) صَؤُل البعير يصْؤُل -بالهمز- صآلة إِذا صار يشُلُّ الناس ويعدو عليهم (لسان العرب - صول).
(٣) أخرجه البيهقي في دلائل النبوة حـ٢ ص ٤١٤ - ٤١٦ - وذكره ابن هشام في السيرة جـ٢ ص ٢٨، وابن كثير في السيرة جـ٢ ص ١٤٩.

<<  <   >  >>