للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأشمونى (١) في باب الإِبدال، حيث قال: "التنبيه الثالث: يكتب نحو "قَائِل" و"بَائِع" بالياء على حُكْم التخفيف؛ لأن قياس الهمزة في ذلك أن تُسهَّل بين الهمزة والياء، فلذلك كُتبت ياءً. وأما إِبدال الهمزة في ذلك ياءً محضة فنصُّوا على أنه لَحْن .. ولو جاز تصحيح الياء في "بَائِع" لجاز تصحيح الواو في "قَائِل". ومن ثمَّ امتنع نقط الياء من "قَائِل" و"بائِع". قال المطرّزِى (٢): نقط الياء من "قَائِل" و"بَائِع" عامىّ قال: ومرَّ بي في بعض تصانيف أبى الفتح بن جِنّى أن أبا على الفارسي (٣) دخل على واحد من المتَسَمّين بالعِلْم، فإِذا بين يَدَيْه جزءٌ مكتوب فيه "قَائل" -بنُقْطتيْن من تحت- فقال أبو على لذلك الشيخ: هذا خَطُّ مَنْ؟! فقال: خَطِّى. فالتفت لصاحبه وقال: قد أضعنا خُطُواتِنا في زيارة مثله. وخرج من ساعته اهـ كلامه (٤). وسبقت الإِشارة لذلك في الفائدة الرابعة (٥).

ومثله يُقال في كل جَمْع على "فَعَائِل"، نحو "شَعَائِر" و"عَشَائِر"، فنقْطُها خَطأ قبيح كما في (الأشمونى) أيضًا، فإِنه في شرح قول (الخلاصة):

والمدُّ زِيَد ثَالثًا في الواحِدِ ... هَمْزًا يُرَى في مِثْل كَالقَلائِدِ

قال: "وحُكْمُ هذه الهمزة في كتابتها ياءً وَمنْعُ النَّقْط كما سبق في "قَائِل" و"بائِع" (٦) اهـ. أي: فلا تُنقط، وإنما تُوضع القِطْعة الدالة على الهمز فوق الياء كما هو الكثير، أو تحتها، كما في (الكُلّيات) (٧).


(١) تقدمت ترجمته ص ٨٢.
(٢) تقدم التعريف بالمطرزى ص ٨٢.
(٣) سبق التعريف بابن جنى وأبى على الفارسي ص ٨١.
(٤) شرح الأشمونى على ألفية ابن مالك جـ٤ ص ٢٨٨.
(٥) راجع عن ذلك ص ٨١ - ٨٢.
(٦) شرح الأشمونى على ألفية ابن مالك جـ٤ ص ٢٨٨ وانظر الألفية (وتُسمَّى الخلاصة) بشرح ابن عقيل جـ٤ ص ٢١١.
(٧) لم أصل إِلى موضعه بعد طول بحث.

<<  <   >  >>