غدت في لباس لها أخضر ... كما يلبس الورق الجُلَّناره "ولا أعلم هذا الاسم جاء في شعر فصيح، وإنما هو لفظ محدث، وكأنه جاء على معنى التشبيه، شبَّهوا حمرته بحمرة الجمر، وهو "جل النار" ثم تصرفوا في نقله وتغييره" قال شيخنا "ابن الطيب"، "هذا الكلام مبناه على الخرس والتخمين والحكم بغير يقين، إِذ لا قائل ببقاء "الجلَّ" على معناه العربى فيه، ولا أن "الجلَّ" هو حمرة الجمر، ولا أنه هو الجمر، وكذلك قوله "إِنه كلام محدث"، بل "الجلنار" لفظ فارسى كما يومئ إِليه كلام المصنف "أي صاحب القاموس المحيط" وهو الذي صرح به المصنفون في النباتات والحكماء والأطباء الذين تعرضوا لمنافعه، والمراد من "جُلَّنَار" زهر الرمان ليس إِلا، وهو موضوع وضع الفرس لا يختلف فيه أحد، ولا يقول أحد غيره، لا عن المتكلمين بأصل الفارسية، ولا عمن عَرَّبوه ونطقوا به كالعربية، والمعربات من الفارسية لا تحتاج إِلى ما ذكره من التكلفات كما لا يخفى، انتهى، وانظر تاج العروس جـ٣ ص ١٠٦ للزبيدى الذي نقل بدوره عن حاشية شيخه ابن الطيب المغربى على القاموس المحيط. (٢) مقدمة ابن خلدون "جـ٢ من تاريخ ابن خلدون" ص ١٠٧٦ - ١٠٧٨. وسبق التعريف بابن خلدون ٥٤. (٣) الشيخ الأكبر هو ابن عربى محيى الدين -راجع ترجمته ص ٤٧.