للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إِمام النحاة في عصره أنه ذهب مع صاحب له ليزورَ عالمًا، فلما دخل عليه رأَى في يده جزءًا مكتوبًا فيه "قائل" -بنقطتين تحت الهمزة المصورة ياءً- فقال له: هذا خطُّ من؟ فقال: خَطِّى، فالتفت لصاحبه وقال: أَضَعْنا خُطواتنا في زيارة مثل هذا. وخرج لوقته" كما سيأتى نقله في الخاتمة (١) عن المُطِّرِزِى (٢) والأُشْمُونِي (٣) أيضًا.

وكان الصديق رضي الله عنه يقول: لأن أقرأَ فأُسقط أَحَبّ إِلىَّ منْ أَنْ أقرأَ فأَلْحن.

وكما أنهم عَدُّوا في الألفاظ فصيحًا وأفصح فكذلك عَدُّوا في الكتابة مثله؛ فقد قالوا: في كتابة المقصور كذا، والأفصح في كتابة المنقوص كذا قال في (الشافية) و (شرحها): "ومن ثَمَّ (أي ومن أجل أَنَّ مَبْنى الكتابة على الوقْف والابتداء) كُتِبَ باب "قاضٍ" مما حُذِف ياؤُه للتنوين رفعًا وجرًا


= العربية، ثم رحل إِلى بغداد فأقام إِلى أن توفي بها سنة ٣٧٧ هـ وله شعر قليل من مؤلفاته: "الحجة" في القراءات. و"المقصور والممدود" و"التذكرة" في علوم العربية، عشرون مجلدًا.
وغير ذلك (من مصادر ترجمته: تاريخ بغداد جـ٧ ص ٢٧٥، وفيات الأعيان جـ٢ ص٨٠ - ٨٢، سير أعلام النبلاء جـ١٧ ص ١٠٣ - ١٠٦، إِنباه الرواة جـ١ ص ٢٧٣).
(١) راجع الخاتمة ص ٤١٧.
(٢) المطرزى: ناصر الدين بن عبد السيد (أبي المكارم) بن علي، أبو الفتح برهان الدين الخوارزمي المطرزى. أديب عالم باللغة، من فقهاء الحنفية ولد في جرجانية خوارزم سنة ٥٣٨ هـ ودخل بغداد في طريقه إِلى الحج سنة ٦٠١هـ وكان رأسًا في الاعتزال توفي سنة ٦١٠ هـ. ولما توفي رثي بأكثر من ٣٠٠ قصيدة، ومن كتبه: "الإِيضاح" وهو شرح لمقامات الحريري و"المصباح" في النحو. و"المعرب" في اللغة وغير ذلك من التصانيف (وفيات الأعيان جـ٥ ص ٣٦٩، بغية الوعاة ص ٤٠٢، كشف الظنون ص ١٠٨، الأعلام جـ٧ ص ٣٤٨، معجم المؤلفين جـ٥ ص ٢٣٢).
(٣) علي بن محمَّد بن عيسى، أبو الحسن نور الدين الأشموني نحوي من فقهاء الشافعية أصله من أشمون بمصر، ومولده سنة ٨٣٨ هـ بالقاهرة، وولى القضاء بدمياط. توفي سنة ٩٠٠ هجرية. ومن تصانيفه "شرح ألفية ابن مالك" في النحو. ونظم "المنهاج" في الفقه الشافعى وشرحه (الضوء اللامع جـ٦ ص ٥، الكواكب السائرة للغزى جـ١ ص ٢٨٤، شذرات الذهب جـ٨ ص٦٦٥، خطط مبارك جـ٨ ص ٧٤ الأعلام جـ٥ ص ١٠).

<<  <   >  >>