للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالسّمع والطّاعة لمن قادهم بكتاب الله، وأمر الناس بأخذ مناسكهم عنه، وأمر الناس ألا يرجعوا بعده كفارا، يضرب بعضهم رقاب بعض، وأمر بالتبليغ عنه، وقال في خطبته تلك:

«اعبدوا ربّكم، وصلّوا خمسكم، وصوموا شهركم، وأطيعوا ذا أمركم، تدخلوا جنّة ربّكم» ، وودّع الناس حينئذ فقالوا: «حجّة الوداع» .

ثمّ انصرف إلى المنحر بمنى، فنحر ثلاثا وستين بدنة بيده، وكان عدد هذا الذي نحره عدد سنيّ عمره، ثمّ أمسك وأمر عليّا أن ينحر ما بقي من المئة.

فلمّا أكمل صلى الله عليه وسلم نحره استدعى بالحلّاق، فحلق رأسه، وقسم شعره بين من يليه.

ثمّ أفاض إلى مكة راكبا، وطاف طواف الإفاضة، وهو طواف الزيارة، ثمّ أتى زمزم، فشرب وهو قائم.

ثمّ رجع إلى منى من يومه ذلك، فبات بها، فلمّا أصبح انتظر زوال الشمس، فلمّا زالت مشى من رحله إلى الجمار، فبدأ بالجمرة الأولى، ثمّ الوسطى، ثمّ الجمرة الثالثة، وهي جمرة العقبة.

وخطب الناس بمنى خطبتين: خطبة يوم النّحر، وقد تقدّمت، والخطبة الثانية في ثاني يوم النحر.

وتأخّر حتّى أكمل رمي أيام التشريق الثلاثة، ثمّ نهض إلى مكّة، فطاف للوداع ليلا سحرا، وأمر الناس بالرحيل، وتوجّه إلى المدينة «١» .


(١) ملخّصا من «زاد المعاد» ومقتبسا منه، ج ١، ص ١٨٠- ٢٤٩، بحذف المباحث التي توسّع فيها المؤلف وأفاض، ومواضع الخلاف بين الفقهاء والمحدّثين.

<<  <   >  >>