وقد جرت سنّة الله باستجابة أدعية المخلصين المبتهلين- فضلا عن الأنبياء والمرسلين- والصحف السماوية والأخبار الصادقة مشحونة بأمثلتها، وقد جاء في التوراة نصّ يدل على استجابة هذا الدعاء الذي دعا به إبراهيم، فقد جاء في سفر التكوين ما لفظه:
«وعلى إسماعيل استجبت لك هو ذا أباركه وأكبّره وأكثّره جدا، فسيلد اثني عشر رئيسا وأجعله لشعب كبير» .
ولذك صحّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه كان يقول عن نفسه:«أنا دعوة إبراهيم وبشرى عيسى»«١» .
وفي التوراة- على ما أصابها من التحريف- شواهد على أنّ هذا الدعاء قد استجيب، فقد جاء في كتاب التثنية (١٨- ١٥) على لسان نبيّ الله موسى، ما نصه:
«يقيم لك الربّ إلهك نبيا من وسطك من إخوتك مثلي، له تسمعون» .
وقد دلّت كلمة «إخوتك» على أنّ المراد بها هم بنو إسماعيل، الذين هم أبناء عمومة بني إسرائيل، وقد جاء ما يؤيّد هذا بعد آيتين (١٨- ١٧) من نفس الصحيفة، وهو كما يلي:
«قال لي الربّ: قد أحسنوا فيما تكلّموا، أقيم لهم نبيا من وسط إخوتهم مثلك، وأجعل كلامي في فمه، فيكلّمهم بكلّ ما أوصيه به» ، (سفر التثنية ١٧- ١٨) .
(١) [أخرجه أحمد (٥/ ٢٦٢) ، والطبراني في الكبير برقم (٧٧٢٩) ، والبيهقي في «الدلائل» (١/ ٨٤) ، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٨/ ٢٢٢) : وإسناد أحمد حسن] .