للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكلمة «أجعل كلامي في فمه» يعني محمّدا صلى الله عليه وسلم فهو النبيّ الوحيد الذي بكلام الله نصّا وفصّا، وأعلن الله عن ذلك بقوله: وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى (٣) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى [النجم: ٣- ٤] ، وبقوله: لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ [فصلت: ٤٢] .

أمّا صحف أنبياء بني إسرائيل، فهي لا تدّعي أنّها من كلام الله لفظا ومعنى، ولا يتحرّج علماء هذه الطوائف من إضافة تأليفها إلى الأنبياء، فقد جاء في دائرة المعارف اليهودية ما يلي:

«إنّ الكتب الخمسة الأولى من الكتاب المقدّس (العهد القديم) كما تقول الأخبار اليهوديّة القديمة، من تأليف النبيّ موسى، باستثناء ثماني آيات أخيرة جاء فيها الحديث عن موت موسى، وما زال الرّبيون يعنون بتناقضات واختلافات وردت في هذه الصّحف، وما زالوا يصلحونها بحكمتهم ولباقتهم» » .

وأمّا الأناجيل الأربعة التي تسمّى «العهد الجديد» فهي أبعد من أن تكون كلاما إلهيا لفظا ومعنى، يقتنع بذلك كلّ من أجال النظر فيها وتصفّحها، وفي الحقيقة هي بكتب السيرة والأخبار أشبه منها بالكتب المنزّلة من الله، المبنيّة على الوحي والإلهام «٢» .

ثمّ إنّ موقع الجزيرة العربيّة الجغرافيّ، يجعلها جديرة بأن تكون مركزا لدعوة تعمّ العالم، وتخاطب الأمم «٣» ، فهي مع كونها جزءا من قارّة آسيا تقع


Jewish Encyclopedia Vol. ,٩ p. ٩٨٥. (١)
(٢) راجع للتفصيل كتاب المؤلف «النبوة والأنبياء في ضوء القرآن» فصل «الصحف السماوية السابقة والقرآن في ميزان العلم والتاريخ» ؛ ص ١٩٨- ٢١٣ الطبعة الرابعة، و «محاضرات إسلامية في الفكر والدعوة» ج: ٣، ص: ١١٩.
(٣) أعلن الدكتور حسين كمال الدين رئيس قم الهندسة المدنية بكلية الهندسة بجامعة الرياض، -

<<  <   >  >>