وقال أبو حيان: وقد نظم القاضي أبو بكر بن خليل فقال: [كامل]
شبهت جهلاً صدر أمة أحمدٍ ... وذوى البصائر بالحمير الموكفه
وزعمت أن قد شبهوا معبودهم ... وتخوفوا فتستروا بالبلكفه
ورميتهم عن نبعة سويتها ... رمى الوليد غدا يمزق مصحفه
وجب الخسار عليك فانظر منصفاً ... في آية الأعراف فهى المنصفه
أترى الكليم أتى بجهل ما أتى ... وأنى شيوخك ما أتوا عن معرفة
من ليس يدرك كيف يحجب نفسه ... نهنه نهى أسماجك المتكلفة
وبآية الأنعام ويك خذلتهم ... فوقعتم دون المراقى المزلفه
خلق الحجاب فمن وراء حجابه ... سمع الكليم كلامه إذ شرفه
خلق الحجاب لنفسه سبحانه ... فتشوفته الأنفس المتشوفه
لو كان كالمعدوم عندك ما يرى ... ذهب التمدح في هذا هذاء السفسفه
لو صح في الإسلام عقدك لم تقل ... بالمذهب المهجور من نفى الصفه
شتت يا مغرور أو عطلت إذ ... ضاهيت في الإلحاد أهل الفلسفة
إن الوجوه إليه ناظرة بذا ... جاء الكتاب فقلتم هذا السفه
نطق الكتاب وأنت تنطق بالهوى ... فهوى الهوى بك في المهاوى المتلفة
فالنفي مختص بدار بعدها ... لك لا أبالك موعد لن تخلفه
وقال الشيخ سعد الدين: لقد عورض ما أنشده وأنشأه من الهذيان:
لجماعة كفروا برؤية ربهم ... ولقائه فهم حمير موكفه
فكما هم علموا بلا كيف فنحن نرى فلم ينفعهم بالبلكفة
هم عطلوه عن الصفات وعطلوا ... عند الفعال فيالها من متلفه
هم نازعوه الخلق حتى أشركوا ... بالله زمرة حاكة وأساكفه
هم غلقوا أبواب رحمته التي ... هي لا تزال على العصاة موكفه