للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وحديث إبليس وآدم عبرة ... لك إن تكن من ذي العيون الهجع

والفكر يرشدك المعارف جملة ... إن كنت تنظر فيه نظرة أصمع

وله تعالى من صفات كماله ... ما يقتضي آثارها بتنوع

أو ليس عطلها وكف المشتهى ... عنها بشر ذي فساد أشيع

فهو الشكور البرذو البطش الشديـ ... ـد مبادر بالفضل لا عن مطمع

وهو الخبير بظاهر الأشياء والمـ ... ـبطون فيها دون لب الأروع

فيعامل الأقوام باستعدادهم ... وغداً فيبدى السر للمتبع

فعسى تراهم كالرقوم على بسا ... ط ذات ألوان غرائب صوع

أوضاعها بتناسب وجهاتها ... بتقابل في ضابط كمرصع

أو مثل عد في بيوت الوفق كسـ ... ـر ثم سير فاستوى بتوزع

فلو انقلبت بواحد بطل النظا ... م ولا يرى من لم يحط بمرقع

ولئن دريت حياتها ومماتها ... وإلام نقلتها بسير مسرع

لعرفت أن النفس قبل حلولها ... بالجسم مثل البذر لما يزرع

والبذر مختلف القوام سلامة ... وسواءها من كل أوصاف تعى

وثمارها متفاوت وصنوفها ... متكاثر من جنسها المتنوع

وجميع قوتها بها مكنونة ... وخدودها عن خالها تتنصع

ما شأنها إلا شعور مجمل ... بذواتها والمبدأ المترفع

وبها أحاط بها وشاكل لونها ... وجميعها بتوحد مستجمع

إياك أن ترمى إليها شنعة ... بنفورها عن أن تحل بمربع

فهناك كانت للقضاء مطيعة ... كملائك لم تدر غير تخضع أفضى بها الأفراح حين ترعرع

وتجاذب بين القوى ذاك الذي ... ر غصونها في موطن متوسع

وطباعها لا يقتضي إلا انتشا ... وجمالها يقوى كمثل البرقع

<<  <   >  >>