للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومحل هاتيك القوى هي نسمة ... وحدوثها من إختلاط الأربع

وركوبها متن النسيمة بدؤها ... وبها الرحيل إلى فضاء المرتع

فيها استعدت للمعاد مخلداً ... ـتيفاء ما عن وصله لم تمنع

وبهالها السلطان في العقبى على اسـ ... ل وغيرها عن حده لم يرفع

وهي المطية للترقى في الكما ... ولو أنه كالبارق المتلمع

فهبوطها في الجسم سنخ كمالها ... من عيشة تغمى وضر موجع

وانظر لما تبلى به في عمرها ... بالقصد والأخرى كدفع المضجع

تجد الأمور لشعبتين فشعبة ... فالقلب لا يهدا بغير تطلع

فإذا أتاها سائح لضرورة ... بقبوله أو لفظه لتبشع

بل لا يزال يقوم فيها حاكما ... أو عزمة أو هاجس لم يوقع

وله مراتب مثل فعل نافذ ... نبه يصير كمثل ثوب مجزع

وله رضا وتلذذ في حكمه ... أشخاص منثل الندب لم يتقلع

ونقوشها هي لا تزال تلازم الـ ... ونتائج عن غرسها في المزرع

وجميع ما تلقى تماثيل لها ... من خلقها وطباعها المتطبع

وجميع هاتيك القضايا أصلها ... متبجحاً عجباً ولو ذا المبخع

وعسى ترى الإنسان في آرائه ... يأساً بليغاً مقنطاً عن مفزع

فاعرف بأن الأشقياء إذا رأوا ... سارت نفوسهم بكل تشجع

فلهم إذن شأن عجيب نحوه ... أنوار فطرتها بغير تلفع

أما نفوس الساذجين فتشتهى ... وسلامة عن جذب أيدى النزع

وبلوغها المأوى بغير تعمل ... وفكاك أسر مثل ما للأخلع

ومقام إدلال على رب الورى ... هو للنفوس بأسرها كالمنبع

والإرتقاء بعجلة نحو الذي ... ومن أين انعقدت لكنت بمقنع

والله إن يكشف عليك صميمها ... كل الطبائع من وفور تشعشع

<<  <   >  >>