للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جلس عثمان بن أبي شيبة في مدينة المنصور (١) ووضع له سريد واجتمع عليه نحو من ثلاثين ألفاً من الناس في مسجد الرصافة، وانشد بعضهم: [رمل]

ذهبت دولة أصحاب البدع ... ووهي حبلهم ثم أنقطع

وتداعى بانصرام شملهم ... حزب إبليس الذى كان جمع

هل لهم يا قوم في بدعهتهم ... من فقيه أو إمام متبع

ومنها: [رمل]

أوفتى الإسلام أعني أحمداً ... ذاك لو قارعه الفيل قرع

لم يخف سطوتهم إذا خوفوا ... لا ولا سيفهم لما لمع

وقد بعث المتوكل بعد مضي خمس سنين من ولايته لتيسيير أحمد بن حنبل فقد نقل غير واحد أنه وجه المتوكل إلى أسحق بن إبراهيم بأمره بحمله إليه فوجه أسحق إليه وقال له: إن أمير المؤمنين قد كتب إلي يأمرني بإشخاصك إليه فتأهب لذلك. وقال له: أجعلني في حل من حضوري ضربك. فقال: أحمد: قد جيعلت كل من حضر في حل. فقال له: أسألك عن القرآن مسألة مسترشدة لا مسألة امتحان، فقال له الإمام أحمد: القرآن كلام الله عز وجل: {ألا له الخلق والأمر} [الأعراف: ٥٤] ففرق بين الخلق والأمر. فقال أسحق: الأمر مخلوق؟ فقال أحمد: سبحان الله! أمخلوق يخلق مخلوقاً! فقال أسحق: وعمن يحكي أنه ليس بمخلوق؟ فقال: جعفر بن محمد قال: ليس بخالق ولا مخلوق، فسكت إسحق وأرسل له المتوكل بعشرة آلاف درهم معونة لسفره إليه


(١) هي بغداد.

<<  <   >  >>