للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كما جاءت. وقال أبي: حديث ابن مسعود: ((إذا تكلم الله تعالى سمع له صوت كمر السلسلة على الصفوان)) قال: وهذه الجهمية تنكره، وهؤلاء كفار يريدون أن يموهوا على الناس. ثم قال: حدثنا المحاربى عن الأعمش عن مسلم عن مسروق عن عبد الله قال: ((إذا تكلم الله تبارك وتعالى بالوحي سمع صوته أهل السمع فيخرون سجداً)) . قلت: قوله هذه الأحاديث نرويها كما جاءت، أى لا نتصرف فيها بتأويل ولا تشبيه، ونؤمن بأن الصوت صفة من صفات ذاته لا تشبه صفات المخلوقين. أهـ.

وقال العلامة عبد الرحمن بن الجوزى في كتابه ((تلبيس إبليس)) ما نصه: الطريق السليم من تلبيس إبليس ما كان عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - وتابعوه بإحسان من إثبات الخالق سبحانه وصفاته على ما وردت به الآيات والأخبار من غير تفسير ولا بحث عما ليس في قوة البشر إدراكه، وأن القرآن كلام الله غير مخلوق. قال على كرم الله وجهه: ما حكمت مخلوقاً إنما حكمت القرآن وإنه للمسموع، لقوله تعالى: {حتى يسمع كلام الله} [التوبة ٦] وأنه في المصاحف لقوله عز وجل: {في رق منشور} [الطور ٣] ولا نتعدى مضمون الآيات ولا نتكلم في ذلك برأينا.

وقد كان الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى ينهى أن يقول الرجل: لفظى بالقرآن مخلوق، لئلا يخرج عن الأتباع للسلف إلى حدث. وعن عمرو بن دينار قال: أدركت تسعة من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول (١) : من قال: القرآن مخلوق فهو كافر: وقال عمر بن عبد العزيز: عليك بدين الصبى في الكتاب والأعرابي، واله عما سواهما أهـ. باختصار.


(١) كذا في الأصل. ولعله: ((كل يقول)) بزيادة لفظ ((كل)) .

<<  <   >  >>