للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال أبو محمد: وهذا من أعظم الكفر، لأنه تكذيب لله عز وجل في قوله سبحانه: {نزل الروح الأمين. على قلبك} [الشعراء ١٩٤] وقال تعالى: {فأجره حتى يسمع كلام الله} [التوبة ٦] وقال تعالى: {بل هو آيات بينات في صدور اللذين أتوا العلم} [العنكبوت ٤٩] وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: ((أقرءوا القرآن)) وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إنى أحب أن أسمعه من غيري)) يعنى القرآن. وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

((الذي يقرأ القرآن مع السفرة)) ونهى - صلى الله عليه وسلم - أن يسافر بالقرآن إلى أرض الحرب. مع إجماع عامة المسلمين وخاصتهم وجاهلهم وعالمهم على القول: حفظ فلان القرآن إلى آخر قل أعوذ برب الناس.

وقال السمنانى نصاً: إن الباقلانى وشيوخه قالوا: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما أطلق القول بأن ما أنزل الله تعالى عليه هو القرآن وهو كلام الله عز وجل، إنما هو معنى أنه عبارة عن كلام الله تعالى، وأنه بفهم به أمره تعالى ونهيه فقط. وقال أبو محمد: ونقول لهم: أخبرنا عن قولكم: إن الذي في المصحف والقراءة المسموعة في المحاريب، كل ذلك إنما هو عبارة عن القرآن ماذا تعنون بذلك؟ وهل هو منكم إلا تمويه ضعيف؟ وهل كل ما في المصحف عبارة إلا عن معانيه التى ارادها الله عز وجل في شرع دينه من الإيمان، والصلاة والصيام، وغير ذلك، وأخبار الأمم السالفة، وصفة الجنة والنار والبعث وغيرها، مما لا يختلف من أهل الإسلام أحد في أن المعبر عن بذلك الكلام ليس هو كلام الله تعالى! ، لأن ذات الجنة وذات النار وحركات المصلى، وعمل الحاج، وعمل الصائم، أجساد عاد، وأشخاص ثمود ليس شئ من ذلك كلام الله عز وجل ولا قرآنا! فثبت أن ليس

<<  <   >  >>