للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

السماء، والقصد هو الإرداة، وذلك جائز في صفات الله تعالى. ولفظه ((ثم)) تغلق بالخلق لا بالإرادة.

وأما ما حكى عن ابن عباس فإنما أخذه عن تفسير الكلبي، والكلبي ضعيف.

وفي رواية أخرى عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله تعالى: {ثم استوى إلى السماء} أي صعد أمره إلى السماء {فسواهن} يعني خلق سبع سماوات. قال: أجرى النار على الماء، يعني فبخر البحر فصعد في الهواء فجعل السماوات منه. ويذكر عن ابي العالية في هذه الآية أنه قال: استوى يعنى أرتفع، ومراده من ذلك والله تعالى أعلم ارتفاع أمره وهو بخار الماء الذي منه وقع خلق السماء.

فأما ما رواه محمد بن مروان عن الكلبي الكوفي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله: {ثم استوى على العرش} [الأعراف ٥٤] يقول: استقر على العرش. ويقال: امتلأ به. ويقال: قائم على العرش وهو السرير. وبهذا الاسناد في موضع آخر عن ابن عباس في قوله تعالى: {ثم استوى على العرش} يقول: استوى عنده الخلائق، القريب والبعيد فصاروا عنده سواء.

ويقال: استوى استقر على السرير. ويقال: أمتلآ به فهذه الرواية منكرة، وفيه أيضاً ركاكة، ومثله لا يليق بقول ابن عباس.

وابو صالح هذا والكلبي ومحمد بن مروان كلهم متروك عند اهل العلم بالحديث، لا يحتجون بشئ من رواياتهم لكثرة المناكير فيها.

ومما روى أبو الحسن بن مهدى الطبرى عن ابي عبد الله نفطويه قال: أخبرني أبو سليمان يعنى داود قال: كنا عند ابن الأعرابي فأتاه رجل فقال

<<  <   >  >>