للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كرسى الله تعالى، وقال للحواريين: إن أنتم غفرتم للناس فإن ربكم الذى في السماء يغفر لكم ظلمكم. أنتهى

وقال الوالد نور الله تعالى مرقده في روح المعاني عند تفسير قوله تعالى: {وهو القاهر فوق عباده} قيل: هو استمارة تمثيلية، وتصوير لقهره سبحانه وعلو بالغلبة والقدرة.

وجوز أن تكون الاستعارة في الظروف بان شبه الغلبة بمكان محسوس وقيل: إنه كناية عن القهر، والعلو بالغلبة، والقدرة. وقيل: إن ((فوق)) زائدة، وصحح زيادتها، وإن كانت اسماً - كونها بمعنى على، وهو كما ترى. والداعى إلى التزام ذلك كله أن ظاهر الآية يقتضى القول بالجهة، والله تعالى منزه عنها، لأنها محدثة بإحداث العالم وإخراجه من العدم إلى الوجود، ويلزم ايضاً من كونه سبحانه في جهة مفاسد لا تخفى، وأنت تعلم أن مذهب السلف غثبات الفوقية لله تعالى، كما نص عليه الإمام الطحاوى وغيره.

واستدلوا لذلك بنحو ألف دليل، وقد روى أحمد في حديث الأوعال عن العباس - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((والعرش فوق ذلك، والله تعالى فوق ذلك كله)) .

وروى ابن ماجه يرفعه قال: بينا اهل الجنة في نعيمهم إذ سطع لهم نور فرفعوا إليه رءوسهم فإذا الجبار جل جلاله قد اشرف عليهم من فوقهم وقال: يا أهل الجنة سلام عليكم - ثم قرأ - صلى الله عليه وسلم - {سلام قولاً من رب رحيم} فينظر إليهم وينظرون إليه فلا يلتفتون إلى شئ من النعيم ماداموا ينظرون إليه)) .

وصح أن عبد الله بن رواحة أنشد بين يدى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبياته التى عرض بها عن القراءة لمرأته حين أتهمته بجاريته، وهي: [وافر] .

<<  <   >  >>