للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذلك فقال: ينزل بلا كيف. وقال حماد بن زيد وكثير: ينزل نزولاً يليق بالربوبية بلا كيف، من غير أن يكون نزوله مثل نزول الخلق بلا تشبيه ولا تعطيل، جل الله سبحانه عما يقول المعطلة لصفاته والمشبه بها علواً كبيراً.

أنتهى باقتصار.

وقال إمام المالكية في عصره المعروف بينهم بخليفة مالك أبو محمد عبد الله بن ابي زيد القيرواني المتوفي سنة ست وتسعين وثلثمائة في كتابه المسمى ((باكورة السعد وزبدة المذهب)) ما نصه: السميع البصير العلي الكبير، وفوق عرشه المجيد بذاته، وهو في كل مكان بعلمه - أنتهى. وقال شارحه أحمد بن غنيم بعد أن ذكر تأويل الخلف لما ورد ذلك ما نصه: فلا ينبغى الأعتراض على المصنف بمثل ذلك مع وروده في القرآن، وما قيل إن هذه اللفظة وهي بذاته دست على المؤلف رده ابن ناجى قائلاً: ليس هذا من إطلاق المصنف، وإنما هو من إطلاق السلف الصالح والصدر الأول. أنتهى باقتصار.

وقال الإمام أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينورى المتوفى سنة سبعين ومائتين في كتابه ((تأويل مختلف الحديث)) ما نصه: والأمم كلها هربيها وعجميها تقول: إن الله تعالى في السماء، ما تركت على فطرها ولم ينقل عن ذلك بالتعليم. وفي الحديث: أن رجلاً أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بامة أعجمية للعتق، فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أين الله؟ قالت: في السماء، قال فمن أنا، قالت: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: هي مؤمنة وأمر بعتقها)) وهذا أو نحوه. وقال أمية بن ابي الصلت: [خفيف]

مجدوا الله للمجد أهل ربنا في السماء أضحى كبيراً

الأبيات. وفي الأنجيل: أن المسيح عليه السلام قال: لا تحلفوا بالسماء فإنها

<<  <   >  >>