وقال صاحب التلخيص من الحنابلة: لا ياس بالتوسل في الاستسقاء بالشيوخ، والعلماء المتقين. وقال في منتهى الإرادات للحنابلة: ويباح التوسل بالصالحين. وكذلك قال ابن مفلح الحنبلي في فروعه. وذكر السمهودى: ان النبي - صلى الله عليه وسلم - لم ينزل في قبر أحد إلا خمسة قبور: قبر خديجة بمكة، واربعة بالمدينة: قبر ابن كان لخديجة في حجر النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقبر عبد الله المزني، يقال له: ذو البجادين. وقبر ام رومان أم عائشة بنت ابي بكر - رضي الله عنه -. وقبر فاطمة بنت أسد بن هاشم بالروحاء.
ففي المعجم للطبراني برجال الصحيح إلا روح بن صلاح ففيه مقال، وقد وثقه ابن حبان عن أنس قال: لما ماتت فاطمة بنت اسد دخل عليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجلس عند رأسها وقال ((رحمك الله يا أمى بعد أمي ... )) وذكر ثناءه عليها وتكفينها ببرده، وأمر بحفر قبرها. وقال: فلما بلغو اللحد حفره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده، فلما فرغ دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاضطجع فيه ثم قال:((الله الذى يحيى ويميت، وهو حي لا يموت، اغفر لأمى فاطمة بنت اسد، ووسع عليها مدخلها بحق الأنبياء الذين من قبلى، فإنك أرحم الراحمين)) .
ثم قال السمهودى: وذكر المحبوب قد يكون سبباً للإجابة. وفي العادة أن من يتوسل بمن له قدر أجابة عند شخص أجابة إكراماً له. وقد يتوجه بمن له جاه إلى من هو أعلى منه، وإذا جاز التوسل بالأعمال الصالحة كما في حديث الثلاثة الذين أصابهم المطر فدخلوا الغار فانطبقت عليهم الصخرة، فدعو الله بأعمالهم ففرج عنهم، وهي مخلوقة، فالسؤال به - صلى الله عليه وسلم - أولى.
وقد روى البيهقي عن مالك الدار - رضي الله عنه -، وكان خازن عمر ابن الخطاب - رضي الله عنه -، فجاء رجل إلى قبر النبي - صلى الله عليه