وسلم - فقال: يا رسول الله، استسق لأمتك، فإنهم قد هلكوا، فأتاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المنام فقال له:((أئت عمر فأقرئه السلام، وأخبره أنهم مسقون، وقل له: عليك الكيس الكيس)) وذكر شيئاً كثيراً مما وقع للعلماء والصالحين من الشدائد، فالتجئوا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فحصل لهم الفرج.
ومما حكاه أبو محمد الشيلى قال: نزل برجل من اهل غرناطة علة عجز عنها الأطباء، فكتب عنه الوزير كتاباً إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وضمنه شعراً، فلما وصل الركب إلى المدينة الشريفة، وقرئ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذا الشعر برئ الرجل مكانه.
وقد سئل العز بن عبد السلام عن التوسل بالذات الفاضلة؟ فقال: إن صح حديث الأعمى فهو مقصور على النبي - صلى الله عليه وسلم -، ويكون من خصوصياته. وتعقبه المجزون بقياس غيره عليه - صلى الله عليه وسلم -. ومن أدلتهم أنه قد أوجب الله تعالى أمره وتوقيره، وإلزام إكرامه، وقد كانت الصحابة تتبرك بآثاره وشعره، ولا شك أن حرمته - صلى الله عليه وسلم - بعد وفاته وتوقيره لازم كما كان حال حياته.
وقد روى أن أبا جعفر المنصور ناظر مالكاً في المسجد النبوى، فقال له مالك: يا أمير المؤمنين، لا ترفع صوتك في هذا المسجد النبوى، فإن الله تعالى ادب قوماً فقال:{لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبي} الآية. وإن حرمته ميتاً كحرمته حياً فاستكان ابو جعفر وقال: يا أبا عبد الله، استقبل القبلة وأدعوا؟ أم أستقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: ولم تصرف وجهك عنه، وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم إلى الله تعالى يوم القيامة؟ بل استقبل واستشفع به فيشفعه الله تعالى. قال الله سبحانه {ولو أنهم إذ ظلموا انفسهم جاءوك