فإن منهم من عبد المسيح. ومنهم من عبد عزيراً، ومنهم من عبد أناساً صالحين، كما قالوا في اللات وهو صنم في الطائف لثقيف، أو لقريش بنخلة في قراءة من شدد التاء: إنه كان رجلاً صالحاً يلت السويق بالسمن، فيطعمه للحجيج بمكة، فمات فعكفوا على قبره، وقد كانت عندهم بقية من دين إبراهيم الخليل عليه السلام، فكانوا يحجون ويلبون ويستغفرون.
وكانوا ايضاً يفردون الله سبحانه وتعالى بالخلق والرزق وملك السماوات والأرض، ويملك السمع والأبصار، وأنه يجبر – اى يغيث – من يشاء، ولا يجار عليه – أى لا يمنع منه – إلى غير ذلك مما أخبر سبحانه عنهم بقوله:{ولئن سالتهم من خلق السماوات والأرض، وسخر الشمس والقمر ليقولن الله}[العنكبوت ٦١] ، وقوله تعالى:{قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون؟ سيقولون لله}[المؤمنون ٨٤] ، وقوله تعالى:{قل من رب السماوات السبع، ورب العرش العظيم سيقولون لله}[المؤمنون ٨٦] ، وقوله عز وجل:{قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله واتتكم الساعة أغير الله تدعون إن كنتم صادقين}[الأنعام ٤٠، ٤١] ، وقوله تعالى:{أم من خلق السماوات والأرض وانزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم ان تنبتوا شجرها أإله مع الله، بل هم قوم يعدلون. أم من جعل الرض قراراً ودعل خلالها أنهاراً وجعل لها رواسي وجعل بين البحرين حاجزاً أإله مع الله}[النمل ٦٠، ٦١] أى فعل ذلك. وهذا استفهام إنكار، والمشركون مقرون بأنه لم يفعل هذا إله آخر مع الله سبحانه.
ومن قال من المفسرين: هل مع الله إله آخر فقد وهم، فإنهم كانوا يجعلون مع الله آلهة أخرى، كما دلت على ذلك آيات كثيرة، منها قوله تعالى