للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المؤمنين، ونهانا عن الغلو في الدين. وهذا طريق سلفنا الصالح، والاعتقاد الراجح.

هذا، وإن نبينا عليه الصلاة والسلام، وأرواحنا واولادنا وأموالنا له الفداء، لا يرضى بما يغضب الرب المتعال. وكيف وقد بعث بحماية التوحيد من هذه الأقوال والأفعال، وقد قالت عائشة - رضي الله عنه -: ((كان خلقه القرآن، يرضى لرضاه، ويسخط لسخطه)) فليس لنا وسيلة إلى الله تعالى إلا طاعة رسوله، والأعمال الصالحة، والدعاء المبني على أصول الذل والافتقار وهو مخ العبادة.

هذا، وقد اختلف العلماء بعد أن اتفقوا على استحباب سؤاله عز وجل به وباسمائه وبصفاته وأفعاله في جواز التوسل بالذوات المنفية والأماكن والأوقات الشريفة، فعن العز بن عبد السلام ومن تابعه: عدم الجواز إلا بالنبي - صلى الله عليه وسلم -، وعن الحنابلة في اصح القولين: إنه مكروه كراهة تحريم. وهذا إذا كان الداعي متوجهاً إلى ربه متوسلاً إليه بغيره، مثل أن يقول: أسألك بجاه فلان عبدك، أو بحرمته أو بحقه.

وأما إذا توجه إلى ذلك الغير فطلب منه كما يفعله كثير من الجهلة فهو شرك كما تقدم.

ونقل القدورى وغيره عن الحنفية عن أبي يوسف أنه قال: قال أبو حنيفة - رضي الله عنه -:لا ينبغي لأحد أن يدعو الله تعالى إلا به.

وذكر العلائي في شرح التنوير عن التتار خانية عن ابي حنفية أنه قال: لا ينبغي لأحد أن الله يدعو سبحانه إلا به. والدعاء المأذون فيه المامور به: ما استفيد من قوله تعالى: {ولله الأسماء الحسنى فأدعوه بها} قال: وكذا لا يصلى أحد إلا على النبي عليه الصلاة والسلام. أهـ.

وفي جميع متونهم: أن قول الداعي المتوسل بحق الأنبياء والأولياء،

<<  <   >  >>