للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هذا يقتضى سد أبواب الشرائع،ومحو الأبواب التى ذكرها الفقهاء في الردة. ولا سيما ما ذكرته الحنفية من التكفير بألفاظ يذكرها بعض الناس من غير اعتقاد، كيف وأن الله سبحانه يقول: {ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم} والكلمة التى قالوها كانت على جهة المزح مع كونهم في زمن رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وكانوا يجاهدون ويصلون، ويفعلون جميع الأوامر، وقال تعالى: {أبالله ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم} ، وقد ذكر المفسرون: أنهم قالوها على جهة المزح.

وكذلك العلماء كفروا بألفاظ سهلة جداً، وبأفعال تدل على ما هو دون ذلك، لا سيما الحنفية كما لا يخفى على من تتبع كتبهم.

ولو قلنا: إن الألفاظ لا عبرة بها، وإنما العبرة للإعتقاد لأمكن لكل من تكلم بكلام يحكم على قائله بالردة اتفاقاً أن يقول: لم تحكمون بردتى! ؟ فيذكر احتمالاً، ولو بعيداً، يخرج به عما كفر فيه، ولما احتاج إلى توبة ولا توجه عليه لوم أبداً.

وهذا ظاهر البطلان، ولساغ لكل أحد ان يتكلم بكل ما أراد، فتئسد الأبواب المتعلقة بأحكام الألفاظ.

قالوا: وأما ما ذكرتم من انه - صلى الله عليه وسلم - من اشرف الوسائل فهي كلمة حق أريد بها بالطل، كقولهم: إنه ذو الجاه العريض، والمقام المنيع، ونحن أولى بهذا المقام منكم لاتباعنا لأقواله وأفعاله، واقتدائنا به - صلى الله عليه وسلم - في جميع احواله، مقنفين لأثاره، واقفين عند اخباره، فهو - صلى الله عليه وسلم - نبينا وهادينا إلى سبل الإسلام، ومنقذنا برسالته من مهاوى اولئك الجفاة الطغام. فلا نعمل إلا بأمره، ونتلقى ذلك بالسمع والطاعة في حلوه ومره. وقد أوجب سبحانه علينا ان نتبع سبيل

<<  <   >  >>