والثاني - أ، يشفع الشفيع بإذن الله تعالى، وهي التى اثبتها الله سبحانه، ,لهذا كان سيد الشفعاء إذا طلب منه الخلق الشفاعة يوم القيامة يأتى ويسجد، قال عليه الصلاة والسلام:((فأحمد ربي بمحامد يفتحها على لا أحسنها الآن.
فيقال: أى محمد، أرفع راسك، ,قل يسمع، وسل تعطه، واشفع تشفع)) فإذا أذن له في الشفاعة شفع - صلى الله عليه وسلم -. قال أهل هذا القول: ولا يلزم من جواز التوسل والاستشفاع به بحضرته بمعنى أن يكون هو داعياً للمتوسل به أن يشرع ذلك في مغيبه وبعد وفاته - أرواحنا له الفداء - صلى الله عليه وسلم - مع أنه هو لم يدع للمتوسل به، أو المتوسل أقسم به، أو سأل بذاته، كما أن الصحابة - رضي الله عنه - قد فرقوا بين الأمرين، كما تقدم. وذلك لأنه في حياته هو يدعو الله تعالى لمن توسل به ودعاؤه عليه السلام افضل دعاء مخلوق لمخلوق، فكيف يقاس هذا بمن لم يدع له الرسول عليه الصلاة والسلام ولم يشفع له؟ ومن سوى بين ما دعا له الرسول وبين من لم يدع له، وجعل هذا المتوسل كهذا المتوسل فهو مخطئ. وأيضاً فإنه ليس في طلب الدعاء منه والتوسل بدعائه إلا الخير.
وليس في ذلك محذور، فإن أحداً من الأنبياء عليهم السلام لم يعبد في حياته بحضوره، فإنه ينهى من يعبده ويشرك به. ولو كان شركاً أصغر، كما قال - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تقل ما شاء الله وشاء محمد)) . الحديث.
وأما بعد موته عليه السلام فيخاف الفتنة والإشراك به كما أشرك بالمسيح وعزيز وغيرهما، ولهذا قال - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تطرونى كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم، فإنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله)) . أخرجه البخارى.
وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((اللهم لا تجعل قبرى وثناً يعبد)) .