للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبالجملة فمعنا أصلان عظيمان: ألا نعبده إلا الله، وألا نعبده إلا بما شرع، ولا نعبده بالبدع. وهذان الأصلان هما تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، كما قال تعالى: {ليبلوكم ايكم أحسن عملاً} [الملك ٢] . قال الفضيل: أخلصه واصوبه. وقال تعالى: {أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله} الشورى} [الشورى ٢١] ولهذا قال الفقهاء: والعبادات مبناها على التوقيف،: ما في الصحيحين عن عمر - رضي الله عنه - أنه قبل الحجر الأسود، وقال: والله، إنى لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أنى رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقبلك ما قبلتك.

والله سبحانه أمرنا باتباع رسوله عليه الصلاة والسلام، وطاعته ومحبته وضمن لنا بطاعته ومحبته محبة الله تعالى وكرامته، فقال: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} [آل عمران ٣١] الآية. وقال: {وإن تطيعوه وتهتدوا} وأمثال ذلك في القرآن كثير.

ولا ينبغي لأحد أن يخرج في هذا الباب عما مضت به السنة، ودل عليه الكتاب، وكان عليه سلف الأمة، وما علمه قال به، وما لم يعلمه أمسك عنه فلا يقف ما ليس به علم، ولا يقول على الله ما لا يعلم، فإن الله عز وجل قد حرم ذلك كله، وقد جاء في الحديث ذكر ما يسأل الله تعالى به، كقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((اللهم إنى اسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت المنان، بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم)) رواه أبو داود وغيره.

وفي لفظ: ((اللهم إني اسألك بأنى اشهد أن لا إله إلا أنت، الحد الصمد، الذى لم يلد، ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد)) .

<<  <   >  >>