للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والسنن قوي المشاركة في العلوم أخذ الحديث عن جمع، وكان يكتب الإنشاء لبعض ملوك المغرب ثم تزهد وساح ودخل الحرمين والشام وله في كل بلد دخلها مآثر، انتهى.

وقال بعضهم: برز منفرداً مؤثراً لتخلي والانعزال عن الناس ما أمكنه حتى إنه لم يكن يجتمع به إلا الأفراد ثم آثر التأليف فبرزت عنه مؤلفات لا نهاية لها تدل على سعة باعه، وتبحره في العلوم الظاهرة والباطنة وإنه بلغ مبلغ الاجتهاد في الاختراع والاستنباط وتأسيس القواعد والمقاصد التي لا يدري بها ولا يحيط بها إلا من طالعتها بحقها غير أنه وقع في بعض تصانيف تلك الكتب كلمات كثيرة أشكلت ظواهرها وكانت سبباً لاعتراض كثيرين لم يحسنوا الظن به، ولا يقولون كما قال غيرهم من الجهابذة المحققين.

إن ما أوهمته تلك الظواهر ليس هو المراد، وإنما المراد أمور اصطلح عليها متأخرو أهل الطريق غيرة عليها حتى لا يدعيها الكذابون فاصطلحوا على الكناية عنها بتلك الألفاظ الموهمة خلاف المراد غير مبالين بذلك لأنه لا يمكن التعبير عنها بغيرها - انتهى.

ومن هذا القسم المجد صاحب القاموس (١) فقد أثنى عليه بعبارات رائقة كما حكاها في ((الدر المختار)) والشيخ النابلسي (٢) وابن كمال باشا والشيخ عبد الوهاب الشعراني والشيخ إبراهيم بن حسن الكوراني المدنى وكثير من الفضلاء.

(القسم الثالث) : من اعتقد ولايته وحرم النظر في كتبه. قال العلامة ((ابن عابدين)) في حاشية الدر و ((ابن العماد الحنبلي)) في تاريخه الشذرات: منهم الجلال السيوطي عليه الرحمة فإنه قال في كتابه ((تنبيه الغبي بتبرئه ابن العربي)) : والقول الفيصل في ابن عربي اعتقاد ولايته وتحريم النظر في


(١) مجد الدين الفيروزبادي.
(٢) الشيخ عبد الغني النابلسي الصوفي.

<<  <   >  >>