للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مضت الثلاث، وقفل القوم، وعاد المؤذنون، فتسمعت الآذان فلم أجده (١).

وكانت وقعة الحرة لاثنتين بقيتا من ذي الحجة من سنة ثلاث وستين، قتل فيها من المهاجرين والأنصار سبعمائة، ومن سائر الناس عشرة آلاف (٢).

وقال ابن الجلاء (٣): دخلت المدينة وبي فاقة، فتقدمت إلى القبر المقدس، وقلت: أنا ضيفك، فغفوت، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أعطاني رغيفا، فأكلت نصفه، فانتبهت وبيدي النصف الآخر.

وعن أبي الخير الأقطع (٤) قال: دخلت المدينة وأنا بفاقة، فبقيت خمسة أيام ما ذقت ذواقا، فتقدمت إلى القبر الشريف، وسلمت على النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، وعلى أبي بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما وقلت: أنا ضيفك الليلة يا رسول الله، وتنحيت فنمت خلف المنبر، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم، وأبا بكر عن يمينه، وعمر عن شماله، وعلي بن أبي طالب بين يديه، فحركني علي رضي الله عنه وقال لي: قم قد جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقمت إليه وقبلت بين عينيه، فدفع إليّ رغيفا فأكلت نصفه وانتبهت، وإذا


(١) أخرجه ابن النجار في الدرة الثمينة ٢/ ٤٠٠ عن عمر بن محمد، وأورده المراغي في تحقيق النصرة ص ١١٨، النهرواني في تاريخ المدينة (ق ٢٣٦).
(٢) انظر: الطبري: تاريخ الرسل ٥/ ٤٨٢ - ٤٩٤، ابن الجوزي: المنتظم ٥/ ١٢ - ١٦، الفيروز ابادي: المغانم ص ١١٣.
(٣) أحمد بن يحيى، أبو عبد الله بن الجلاء البغدادي ثم الشامي، كان عالما ورعا، أقام بالرملة ومات بدمشق سنة ٣٠٦ هـ‍. انظر: أبو نعيم: حلية الأولياء ١٠/ ٣١٤، الخطيب: تاريخ بغداد ٥/ ٢١٣، ابن الجوزي: المنتظم ١٣/ ١٨١، صفة الصفوة ٢/ ٢٥٠، ابن الملقن: طبقات الصوفية ص ٨١.
(٤) أبو الخير الأقطع التيناتي، سكن تينات من قرى أنطاكية، ويقال له الأقطع لأنه كان مقطوع اليدين، مات بعد سنة ٣٤٠ هـ‍. انظر: ابن الجوزي: صفة الصفوة ٣/ ٢٨٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>