معن: تعن له الخطبة فيخطبها مقتضبا لها. تريع: ترجع إليه. هوادي الكلام: أوائله. فأراد أن معاوية يخطب في الوقت الذي يذهب كلام المهذر فيه. والمهذر: المكثار.
وزعموا أن أبا عطية عفيفا النصري، في الحرب التي كانت بين ثقيف وبين بني نصر، لما رأى الخيل بعقوته يومئذ دوائس نادى: يا صباحاه! أتيتم يا بني نصر. فألقت الحبالى أولادها من شدة صوته. قالوا: فقال ربيعة بن مسعود يصف تلك الحرب وصوت عفيف
عقاما ضروسا بين عوف ومالك ... شديدا لظاها تترك الطفل أشيبا
وكانت جعيل يوم عمرو أراكة ... أسود الغضى غادرن لحما مترّبا «١»
ويوم بمكروثاء شدت معتّب ... بغاراتها قد كان يوما عصبصبا «٢»
فأسقط أحبال النساء بصوته ... عفيف وقد نادى بنصر فطرّبا
وكان أبو عروة، الذي يقال له أبو عروة السباع، يصيح بالسبع وقد احتمل الشاة، فيخليها ويذهب هاربا على وجهه. فضرب به الشاعر المثل- وهو النابغة الجعدي- فقال:
وأزجر الكاشح العدو إذا اغتا ... بك عندي زجرا على أضم
زجر أبي عروة السباع إذا ... أشفق أن يلتبسن بالغنم
وأنشد أبو عمرو الشيباني لرجل من الخوارج يصف صيحة شبيب بن يزيد ابن نعيم. قال أبو عبيدة وأبو الحسن: كان شبيب يصيح في جنبات الجيش إذا أتاه، فلا يلوي أحد على أحد. وقال الشاعر فيه: