للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فمدح كما ترى الإطالة في موضعها، والحذف في موضعه.

ومما يدل على شغفهم وكلفهم، وشدة حبهم للفهم والإفهام، قول الأسدي في صفة كلام رجل نعت له موضعا من تلك السباسب التي لا أمارة فيها، بأقلّ اللفظ وأوجزه، فوصف إيجاز الناعت، وسرعة فهم المنعوت له، فقال:

بضربة نعت لم تعد غير أنني ... عقول لأوصاف الرجال ذكورها

وهذا كقولهم لابن عباس: أنّى لك هذا العلم؟ قال: «قلب عقول، ولسان سؤول» . وقال الراجز:

ومهمهين قدفين مرتين ... جبتهما بالنعت لا بالنعتين «١»

ظهراهما مثل ظهور الترسين ... قطعته بالأمّ لا بالسمتين

وقالوا في التحذير من ميسم الشعر، ومن شدة وقع اللسان، ومن بقاء أثره على الممدوح والمهجو، قال امرؤ القيس بن حجر:

ولو عن نثا غيره جاءني ... وجرح اللسان كجرح اليد

وقال طرفة بن العبد:

بحسام سيفك أو لسانك والكلم ... الأصيل كأرغب الكلم

قال: وأنشدني محمد بن زياد «٢» :

لحيت شماسا كما تلحى العصي ... سبّا لو أن السب يدمي لدمي

<<  <  ج: ص:  >  >>