ذهب إلى كلام الأول:«كل ما أقام شخص، وكل ما ازداد نقص، ولو كان الناس يميتهم الداء، إذا لأعاشهم الدواء» .
وقال الثاني من الرواة الثلاثة: بل قول أبي خراش الهذلي «١» :
نوكل بالأدنى وإن جل ما يمضي
وقال الثالث من الرواة: بل قول أبي ذؤيب الهذلي:
وإذا ترد إلى قليل تقنع
فقال قائل: هذا من مفاخر هذيل: أن يكون ثلاثة من الرواة لم يصيبوا في جميع أشعار العرب إلا ثلاثة أنصاف، اثنان منها لهذيل وحدها. فقيل لهذا القائل: إنما كان الشرط أن يأتوا بثلاثة أنصاف مستغنيات بأنفسها، والنصف الذي لأبي ذؤيب لا يستغنى بنفسه، ولا يفهم السامع معنى هذا النصف حتى يكون موصولا بالنصف الأول، لأنك إذا أنشدت رجلا لم يسمع بالنصف الأول وسمع:
وإذا ترد إلى قليل تقنع
قال: من هذه التي ترد إلى قليل فتقنع. وليس المضمن كالمطلق.
وليس هذا النصف مما رواه هذا العالم، وإنما الرواية قوله:
والدهر ليس بمعتب من يجزع
ومما مدحوا به الإيجاز والكلام الذي هو كالوحي والإشارة، قول أبي دؤاد ابن حريز الإياديّ: