. والعذاب لا يكون نزلا، ولكن لما قام العذاب لهم في موضع النعيم لغيرهم، سمي باسمه.
وقال الآخر:
فقلت أطعمني عمير تمرا ... فكان تمري كهرة وزبرا «١»
والتمر لا يكون كهرة ولا زبرا، ولكنه على ذا. وقال الله عز وجل:
وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيها بُكْرَةً وَعَشِيًّا
، وليس في الجنة بكرة ولا عشي، ولكن على مقدار البكر والعشيات. وعلى هذا قول الله عز وجل: وَقالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ
. والخزنة: الحفظة. وجهنم لا يضيع منها شيء فيحفظ ولا يختار دخولها إنسان فيمنع منها، ولكن لما قامت الملائكة مقام الحافظ الخازن سميت به.
قوله: ممساها، يعني مساءها. ومغناها: موضعها الذي أقيم فيه.
والمغاني: المنازل التي كان بها أهلوها. وطفقت، يعني ظلت. تبكي على عراصها عيناها، عيناها ها هنا للسحاب. وجعل المطر بكاء من السحاب على طريق الاستعارة، وتسمية الشيء باسم غيره إذا قام مقامه. ويقال لكل جوبة منفتقة ليس فيها بناء: عرصة.
وقال أبو عمرو بن العلاء: اجتمع ثلاثة من الرواة فقال لهم قائل: أي نصف بيت شعر أحكم وأوجز؟ فقال أحدهم: قول حميد بن ثور الهلالي:
وحسبك داء أن تصح وتسلما
ولعل حميدا أن يكون أخذه عن النمر بن تولب، فإن النمر قال:
يحبّ الفتى طول السلامة والغنى ... فكيف ترى طول السلامة يفعل