للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الآخر «١» في إنجاب الأمهات، وهو يخاطب بني أخوته:

عفاريتا عليّ وأخذ مالي ... وعجزا عن أناس آخرينا

فهلا غير عمكم ظلمتم ... إذا ما كنتم متظلمينا

فلو كنتم لكيّسة أكاست ... وكيس الأم أكيس للبنينا

ولكن أمكم حمقت فجئتم ... غثاثا ما نرى فيكم سمينا

وكان لنا فزارة عمّ سوء ... وكنت له كشر بني الأخينا

ولبغض البنات هجر أبو حمزة الضبّي خيمة امرأته، وكان يقيل ويبيت عند جيران له، حين ولدت امرأته بنتا، فمرّ يوما بخبائها وإذا هي ترقصها وتقول:

ما لأبي حمزة لا يأتينا ... يظل في البيت الذي يلينا

غضبان ألا نلد البنينا ... تالله ما ذلك في أيدينا

وإنما نأخذ ما أعطينا ... ونحن كالأرض لزارعينا

ننبت ما قد زرعوه فينا

قال: فغدا الشيخ حتى ولج البيت فقبل رأس امرأته وابنتها.

وهذا الباب يقع في كتاب الإنسان، وفي فصل ما بين الذكر والأنثى، تاما، وليس هذا الباب مما يدخل في باب البيان والتبيين، قد يجري السبب فيجري معه بقدر ما يكون تنشيطا لقارىء الكتاب، لأن خروجه من الباب إذا طال لبعض العلم، كان ذلك أروح على قلبه، وأزيد في نشاطه إن شاء الله.

وقد قال الأول في تعظيم شأن لقيم بن لقمان:

قومي أصبحيني فما صيغ الفتى حجرا ... لكن رهينة أحجار وأرماس

قومي اصبحيني فإن الدهر ذو غير ... أفنى لقيما وأفنى آل هرماس «٢»

<<  <  ج: ص:  >  >>