وقال مالك بن أسماء في بعض نسائه وكانت لا تصيب الكلام كثيرا، وربما لحنت:
أمغطّى مني على بصري للحب ... أم أنت أكمل الناس حسنا
وحديث ألذه هو مما ... ينعت الناعتون يوزن وزنا
منطق صائب وتلحن أحيا ... نا وخير الحديث ما كان لحنا
وقال طرفة في المقدار وإصابته:
فسقى ديارك غير مفسدها ... صوب الربيع وديمة تهمي
طلب الغيث على قدر الحاجة، لأن الفاضل ضارّ. وقال النبي صلّى الله عليه وآله في دعائه:«اللهم اسقنا سقيا نافعا» . لأن المطر ربما جاء في غير أبّان الزراعات، وربما جاء والتمر في الجرن، والطعام في البيادر، وربما كان في الكثرة مجاوزا لمقدار الحاجة. وقال النبي صلّى الله عليه وآله:«اللهم حوالينا ولا علينا» .
وقال بعض الشعراء لصاحبه: أنا أشعر منك. قال: ولم؟ قال: لأني أقول البيت وأخاه، وأنت تقول البيت وابن عمه.
وعاب رؤبة شعر ابنه فقال:«ليس لشعره قران» . وجعل البيت أخا البيت إذا أشبهه وكان حقه أن يوضع إلى جنبه. وعلى ذلك التأويل قال الأعشى:
أبا مسمع أقصر فإن قصيدة ... متى تأتكم تلحق بها أخواتها
وقال الله عز وجل: وَما نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِها.
وقال عمرو بن معديكرب:
وكلّ أخ مفارقه أخوه ... لعمر أبيك إلا الفرقدان
وقالوا فيما هو أبعد معنى وأقل لفظا. قال الهذليّ:
أعامر لا آلوك إلا مهنّدا ... وجلد أبي عجل وثيق القبائل