للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقالوا فيما هو أبعد من هذا. قال ابن عسلة الشيباني، واسمه عبد المسيح:

وسمّاع مدجنة تعللنا ... حتى ننام تناوم العجم

فصحوت والنمري يحسبها ... عمّ السماك وخالة النجم

النجم واحد وجمع. والنجم: الثريا في كلام العرب. مدجنة، أي سحابة دائمة.

وقال أبو النجم فيما هو أبعد من هذا، ووصف العير والمعيوراء وهو الموضع الذي يكون فيه الأعيار:

وظل يوفي الأكم ابن خالها

فهذا مما يدل على توسعهم في الكلام، وحمل بعضه على بعض، واشتاق بعضه من بعض.

وقال النبي صلّى الله عليه وآله: «نعمت العمة لكم النخلة» ، حين كان بينها وبين الناس تشابه وتشاكل ونسب من وجوه. وقد ذكرنا في ذلك كتاب الزرع والنخل.

وفي مثل ذلك قال بعض الفصحاء:

شهدت بأن التمر بالزبد طيب ... وأن الحبارى خالة الكروان

لأن الحبارى، وإن كانت أعظم بدنا من الكروان، فإن اللون وعمود الصورة واحد، فلذلك جعلها خالته، ورأى أن ذلك قرابة تستحق بها هذا القول.

قال كعب الأشقريّ «١» :

إلا أكن في الأرض أخطب قائما ... فإني على ظهر الكميت خطيب

وقال ثابت قطنة:

فإلا أكن فيهم خطيبا فإنني ... بسمر القنا والسيف جدّ خطيب

<<  <  ج: ص:  >  >>