ترى حالب المعزى إذا صرّ قاعدا ... وحالبهن القائم المتطاول
وقال امرأة من غامد، في هزيمة ربيعة بن مكدّم، لجمع غامد وحده:
ألا هل أتاها على نأيها ... بما فضحت قومها غامد
تمنيتم مائتي فارس ... فردكم فارس واحد
فليت لنا بارتباط الخيو ... ل ضأنا لها حالب قاعد
وقد سمعنا قول بعضهم: الحمق في الحاكة والمعلمين والغزالين. قال:
والحاكة أقل وأسقط من أن يقال لها حمقى. وكذلك الغزالون، لأن الأحمق هو الذي يتكلم بالصواب الجيد ثم يجيء بخطأ فاحش والحائك ليس عنده صواب جيد في فعال ولا مقال، إلا أن يجعل جودة الحياكة من هذا الباب، وليس هو من هذا في شيء.
ويقال: فلان أحمق. فإذا قالوا مائق، فليس يريدون ذلك المعنى بعينه، وكذلك إذا قالوا أنوك. وكذلك إذا قالوا رقيع. ويقولون: فلان سليم الصدر، ثم يقولون عيي، ثم يقولون أبله. وكذلك إذا قالوا معتوه ومسلوس وأشباه ذلك.
قال أبو عبيدة: يقال للفارس شجاع، فإذا تقدم في ذلك قيل بطل، فإذا تقدم شيئا قيل بهمة، فإذا صار إلى الغاية قيل أليس. وقال العجاج:
أليس عن حوبائه سخيّ
وهذا المأخذ يجري في الطبقات كلها: من جود وبخل، وصلاح وفساد، ونقصان ورجحان. وما زلت أسمع هذا القول في المعلمين.
والمعلمون عندي على ضربين: منهم رجال ارتفعوا عن تعليم أولاد العامة إلى تعليم أولاد الخاصة، ومنهم رجال ارتفعوا عن تعليم أولاد الخاصة إلى تعليم أولاد