الملوك أنفسهم المرشيحن للخلافة. فكيف تستطيع أن تزعم أن مثل علي بن حمزة الكسائي، ومحمد بن المستنير الذي يقال له قطرب «١» ، وأشباه هؤلاء يقال لهم حمقى. ولا يجوز هذا القول على هؤلاء ولا على الطبقة التي دونهم. فإن ذهبوا إلى معلمي كتاتيب القرى فإن لكل قوم حاشية وسفلة، فما هم في ذلك إلا كغيرهم. وكيف تقول مثل ذلك في هؤلاء وفيهم الفقهاء والشعراء والخطباء، مثل الكميت بن زيد، وعبد الحميد الكاتب، وقيس بن سعد «٢» ، وعطاء بن أبي رباح «٣» ، ومثل عبد الكريم بن أبي أمية «٤» ، وحسين المعلم «٥» ، وأبي سعيد المعلم.
ومن المعلمين: الضحاك بن مزاحم. وأما معبد الجهني وعامر الشعبي، فكانا يعلمان أولاد عبد الملك بن مروان. وكان معبد يعلم سعيدا، ومنهم أبو سعيد المؤدب، وهو غير أبي سعيد المعلم، وكان يحدث عن هشام بن عروة وغيرهم. ومنهم عبد الصمد بن عبد الأعلى، وكان معلم ولد عتبة بن أبي سفيان. وكان إسماعيل بن علي ألزم بعض بنيه عبد الله بن المقفع ليعلمه.
وكان أبو بكر عبد الله بن كيسان معلما. ومنهم محمد بن السكن «٦» .
وما كان عندنا بالبصرة رجلان أروى لصنوف العلم، ولا أحسن بيانا، من أبي الوزير وأبي عدنان المعلمين، وحالهما من أول ما أذكر من أيام الصبا.
وقد قال الناس في أبي البيداء، وفي أبي عبد الله الكاتب، وفي الحجاج بن